كورونا منحاز ذكوريا
بادية بيع
وباء كورونا سواء كان من الطبيعة او تصنيعا بشريا أهم سماته أنه أولا ضد الفقراء والضعفاء. هو لذلك اكثر خطورة على بلدان العالم الثالث وخاصة الفقراء وخطير على الفقراء والمشردين في الغرب الراسمالي وحتى على الطبقة الوسطى.
ولكن سواء في الجنوب أو الشمال فإن حصول الوباء يفتح ويتقاطع مع وباء الذكورة وخاصة مرض الانتقام من المرأة.
قرار معظم الأنظمة الرأسمالية في العالم بإغلاق مواقع العمل والبقاء في البيوت كانت له انعكاسات شديدة الوقع على الاقتصاد وقدرة الفقراء على شراء حاجياتهم ناهيك عن علاجاتهم، ولكن الإغلاق أوجد تقاطعا خطيرا بين الوباء والمرض الذكوري بقتل النساء حيث اضطر الذكور للبقاء في المنازل مما حرك الدافعية الإجرامية لدى البعض.
يقول تقرير عن المكسيك:
“… تظهر الأرقام الحكومية أن عدد القتلى كان أعلى بنسبة 8 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقالت الحكومة إن 720 امرأة على الأقل قُتلت في الربع الأول من العام و244 امرأة وقعت ضحية قتل الإناث.
يمثل العنف ضد النساء والفتيات مشكلة كبيرة في المكسيك – حيث تشير البيانات الرسمية إلى مقتل 10 نساء في المتوسط يوميًا في المكسيك في 2018.
تشهد المكسيك مقتل ما يقرب من 1000 امرأة في غضون ثلاثة أشهر مع تزايد مخاوف العنف المنزلي وسط فيروس كورونا الكثير من النساء يمكن أن يمتن بسبب العنف أكثر من كوفيد في هذه الفترة”.
طبعاً ليست هذه الظاهرة في المكسيك وحدها، فقد تطالعنا أخبار لاحقا عن أن هذه الظاهرة المرضية قد أودت بحياة اعدادا هائلة من النساء على صعيد عالمي.
وبالطبع، لن نجد إحصاءات عن هذه الطاهرة خاصة في الوطن العربي حيث الذكورة ممتزجة مع التخلف والعيش على مداخيل ريعية حيث الرجال لا يعملون بشكل حقيقي ولكنهم لا يجلسون عادة في المنازل مما يوفر مناخ الاحتقان والانفعالات النفسية التي تكون ضحيتها المرأة.
ليست لدينا إحصاءات إن كانت نسبة الإيمان بالراسمالية هي أعلى بين النساء أم لا، ولكن بوسعنا القول بأنه رغم ان الإديان منحازة للذكور إلا أن التديُّن أعلى بين النساء!