أقلام الوطن

من سجل النكبة: صفحات مطوية من الإرهاب الصهيوني

نواف الزرو
نواف الزرو

نواف الزرو*

 

 

في سياق الاشتباك المفتوح ما بين الشعب العربي الفلسطيني والامة العربية من جهة، وما بين المشروع والاحتلال الصهيوني من جهة أخرى، نلاحظ أن المسكوت عنه الأكبر على المستوى الدولي والأممي هو الإرهاب الصهيوني المتنقل من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية في فلسطين، بل ومن زمن الى زمن، والزمن الارهابي الصهيوني يعود الى البدايات، الى ما قبل إقامة الكيان البلفوري في فلسطين، وفي هذا الصدد، لا حصر لكم الوثائق الاسرائيلية والبريطانية وغيرها المكتنزة وغير المسموح بالإفراج عنها الا بالقطارة وبعد مضي عقود من الزمن عليها، وقد افرجت السلطات البريطانية في الآونة الاخيرة عن مثل هذه الوثائق التي توثق لنا ذلك الارهاب الصهيوني المؤسسي المنهجي الراسخ منذ بدايات نشوء الحركة الصهيونية مرورا بجرائمها المقترفة قبيل وخلال وبعد حرب /48 وصولا الى الراهن الفلسطيني.

فقد كشفت وثيقة في بريطانيا تعود للاربعينيات من القرن الماضي معلومات جديدة عن العمليات الارهابية التي كانت تنفذها العصابات الصهيونية، بما فيها ضد قوات الانتداب البريطاني في فلسطين، لكن الأمر المثير هو تعاطي الصحافة البريطانية مع نشر الوثيقة، إذ وصفت الصهاينة الذين قاموا بتلك العمليات ب”رجال المقاومة” ضد الاحتلال البريطاني، الأمر الذي دفع خبيراً بريطانياً للقول”إن هذه الوثيقة تثير السؤال حول الإرهاب والمقاومة والاحتلال”، مشيراً إلى ما يجري في فلسطين والشرق الاوسط عموماً، وما جرى في ايرلندا الشمالية سابقاً.

وجاء في الخبر البريطاني أنه “من خلال الوثيقة يمكن للعالم أن يتأكد من حقائق الإرهاب الذي شنته العصابات والمنظمات الارهابية الصهيونية في فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني، وعلى رأسها عصابة” أرجون” التي كان يرأسها مناحم بيغن الذي أصبح عام 1977 رئيساً للوزراء في إسرائيل”، وذكرت صحيفة التايمز البريطانية “أن الوثيقة كانت عبارة عن كتيب يتضمن منشورات تحذيرية من العصابات الارهابية الصهيونية الى البريطانيين، لكي ينسحبوا من فلسطين وإلا فإنهم سيواجهون الموت والدمار”، وتنوه المطبوعة بأن هذه المنشورات “ليست جزءاً من حملة دعائية لتنظيم “القاعدة” أو لجيش المهدي في العراق”، ولكنها ترجع الى فترة الأربعينات من القرن الماضي خلال تصاعد العمليات الارهابية الصهيونية في فلسطين، وتم العثور على هذه الوثيقة في إحدى صالات المزادات_واعتقد انا شخصيا-الكاتب-أن حكاية المقاومة الصهيونية للقوات البريطانية كانت مسرحية ومتفق عليها لأن بريطانيا هي صانعة النكبة والكيان الصهيوني؟.

وتعيد المطبوعة إلى الأذهان الفظائع والأعمال الارهابية التي ارتكبتها المنظمات الارهابية الصهيونية آنذاك، إلا أن هناك نبرة تحيز واضحة، حيث إن “التايمز” تطلق عليهم اسم “رجال المقاومة اليهود”.

ومن بين تلك الهجمات الارهابية كما تذكر الصحيفة استهداف مقر الاحتلال البريطاني في القدس وهو فندق الملك داود مما أدى إلى مصرع 91 شخصاً وجرح المئات.

وقبل ذلك بشهور قليلة” اطلقت السلطات البريطانية سراح مئات الوثائق  السرية من ملفات الاستخبارات المتعلقة ب :الارهابي  الفلسطيني- كما اسموه في ذلك الوقت –  رقم-1- وكان آنذاك مناحيم بيغن الذي حمل اسم  يعقوب حيروتي”، وجاء في الوثائق”أن بيغن الارهابي رقم -1- مطلوب للعدالة بتهمة التآمر لاغتيال وزير الخارجية البريطاني ارنست بوين”، والاهم ان الوثائق أكدت:”ان  الخروج الجماعي لمئات آلاف اللاجئين العرب كان بالأساس بسبب الإرهاب المنهجي لمنظمة اتسل بزعامة بيغن بالتعاون مع منظمة ليحي –التي كان يتزعمها شامير “….؟!!!!

وفي السياق لعل من أهم الوثائق والشهادات التي تفضح سجل ارهابهم هي تلك الصهيونية –الاسرائيلية  التي اخذت تلك الدولة تفرج عنها او عن بعضها، او اخذ عدد من باحثيهم ومؤرخيهم ايضا يكشف النقاب عن بعضها.

فقد كشفت مصادر اعلامية اسرائيلية عن مخططات اسرائيلية لارتكاب جرائم بحق البشرية استعد لتنفيذها قادة إسرائيليون ضد الفلسطينيين والسوريين في الخمسينيات من القرن الماضي.

واستند توم سيغف المحلل في صحيفة “هآرتس العبرية في تقرير له بعنوان :”الخطط المريعة للافون: إرهاب في سوريا وغزة كي تكون أجواء احتفالية”، على مقتطفات من مذكرات رئيس الوزراء الأسبق موشي شاريت تفيد ب “أن زميله وزير الحرب بنحاس لافون أصدر أوامر بنشر بكتيريا سامة في قطاع غزة وسوريا”، إلا “أن مخططه رفض من جانب القادة العسكريين”.

وكان سيغف قد نبش فصلا مطويا من التاريخ الإرهاب الصهيوني الذي “يحبذون في إسرائيل نسيانه”…انه الارهاب الصهيوني في العراق منذ سنة 1951…فقد اكد سيغف بالوثائق “ان اسرائيل وقفت وراء الاعتداءات /التفجيرات /ضد الكنس اليهودية  في العراق من اجل إجبار اليهود على الرحيل إلى “اسرائيل عن الصحف العبرية”..

وكشف رافي ايتان المسؤول الكبير في الموساد الاسرائيلي سابقا النقاب عن “أن اسرائيل نفذت عمليات اغتيال ضد علماء ألمان كانوا يساعدون مصر على تطوير صواريخ /عن صحيفة يديعوت”

وكشف  رونين برغمان مراسل صحيفة يديعوت للشؤون الاستخبارية والاستراتيجية النقاب أيضا عن “أن اسرائيل كانت بادرت –في حينه- الى انشاء شركة طيران الكويت لإدخال جواسيسها إلى مصر /يديعوت” و “ان العملية تمت بإشراف الوزير الاسرائيلي السابق وعالم الفيزياء النووية يوفال نئمان”…

وبينما كشف كتاب اسرائيلي أصدره الصحافي “اهارون كلاين” النقاب أيضا عن “أن الموساد هو الذي اغتال وديع حداد في العراق عام 1978 ” اكد الخبير الألماني في عالم الجريمة “يورغن كاين” “أن الموساد يقف ايضا وراء اغتيال رفيق الحريري كما وجاء ذلك في كتابه الجديد الأدلة المغيبة في ملف التحقيق في جريمة اغتيال الحريري”.

لا شك ان هذه الوثائق التي يفرج عنها تباعا ولو متأخرا جدا…جدا منها ما هو بعد نحو ستين عاما على مطاردة بيغن- ومنها ما هو بعد عقد أو عقدين او ثلاثة عقود من الزمن .. إنما تنطوي اليوم ايضا على اهمية اخلاقية عالية جدا، ذلك أنها تحاكم اولا الارهاب الصهيوني ضد عرب فلسطين بأثر رجعي، كما تفتح للعالم مجددا ملف ذلك الإرهاب المستمر منذ ذلك الوقت حتى اليوم، متوجا بالحروب المفتوحة التي تشنها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وكل ذلك لوجد العرب والمجتمع الأممي….!؟.

 

Nzaro22@hotmail.com

نواف الزرو

-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 . - بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل. - كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *