أزمة الخليج… (الحلقة الثالثة)
أزمة الخليج من الألف إلى الياء!!
خلاف سعودي – قطري قديم و متجذر وليس حدثاً طارئاً، أو خلافاً بين الدول الأربع المقاطِعة “المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية” وإمارة قطر
مقال توثيقي
محمود كعوش
ولا أظن أن الذاكرة خانت أحداً من المهتمين بالشؤون العربية ومسألة الصراع العربي – الصهيوني، ونسي لحظة رفع علم الكيان الصهيوني في سماء الدوحة، أو غاب عن باله أن حمد بن جاسم آل ثاني هو من بدأ لإمارة قطر علاقاتها مع الكيان الصهيوني، بعد مؤتمر السلام المزعوم الذي انعقد في العاصمة الإسبانية مدريد بين “30 تشرين الأول/أكتوبر والأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1991”. وكان أول لقاء قطري – “إسرائيلي” مع رئيس الحكومة “الإسرائيلية” وقتها شمعون بيريز، خلال زيارته لقطر عام 1996. ويومها افتتح بيريز المكتب التجاري “الإسرائيلي” في الدوحة، وتم توقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري “لإسرائيل”، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب. وقد اعترف بن جاسم في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بأن علاقته مع “إسرائيل” كانت “مدخلاً للضغط على المملكة العربية السعودية”، عبر ضغط “إسرائيل” على الولايات المتحدة الأمريكية!!
وإمارة قطر استعملت المال لشراء ذمم حكومات ومنظمات وأفراد، واستغلت كل ما يمكنها استغلاله لتمرير المساعدة الأهم للمشروع الأميركي – الصهيوني ضد فلسطين وبلدان عربية أخرى. ورغم اعتراف حمد بن جاسم آل ثاني، مهندس السياسية القطرية “الهدامة” لما بعد “الانقلاب”، بالتعاون مع واشنطن وتل أبيب، في مقابلات متعددة، ومنها الأبرز في تلفزيون “بي بي سي”، بأن دور إمارة قطر جاء لخدمة المشروع الأمريكي، وكل ما كانوا يفعلونه بتنسيق كامل مع الأمريكيين، وبعضه مع الكيان الصهيوني، فإن بعض الأطراف الفلسطينية تعامت، وللأسف، عن الدور القطري المكشوف، وتجاهلت نهج الإمارة التآمري، مقابل “حفنات من الأموال”، كان هدفها على الدوام لصالح كيان العدو الصهيوني، وضد مصلحة شعب فلسطين وقضيته.
السفير القطري محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، أزاح كل أشكال “النفاق السياسي”، وكشف الحقيقة “العارية” دون أي تلاعب بالألفاظ، ودون بحث عن تبرير للدور الحقيقي لإمارة قطر، تزامنا مع الدور الهدام لفضائية “الجزيرة”، بقوله دون خجل أو وخز ضمير، أنه “مقتنع تماما بأن ما قام به جاء في سياق المهمة القومية، التي كلف بها”، وباعترافه أنه زار الكيان الصهيوني 20 مرة منذ عام 2014، “وكانت الزيارات سرية في السابق، لكنها لم تعد على هذا النحو الآن”.
واعترف العمادي، في مقابلة أجراها معه الإعلام الصهيوني أثناء زيارة قام بها للكيان الصهيوني، بأن إمارة قطر “استجابت لطلبات إسرائيلية وأمريكية وتوقفت عن استضافة صالح العاروري نائب زعيم حماس”. وأضاف أن “كل قرش من الأموال القطرية تحصل عليه غزة تجري مراقبته لضمان إنفاقه على الاحتياجات الإنسانية. ونحن نبلغ واشنطن بالمعلومات الصحيحة بشأن ما نقوم به، وهؤلاء الناس – الأمريكيون – معنا. وإن صورة قطر تحسنت لأنه عندما نخبرهم بما يجري على الأرض وما نقوم به هناك، يكون ذلك عملاً جيداً”. وكشف الصحافي “الإسرائيلي” أيهود يعاري النقاب عن أن السفير العمادي كان يطلع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الرسائل التي كان ينقلها، بين حركة “حماس” والحكومة “الإسرائيلية”.
ومما لا شك فيه أن رسائل زيارات العمادي المتكررة للكيان الصهيوني وقطاع غزة والضفة الغربية، قالت بوضوح أنه “لا يمكن لأي مزور مهما برع في التزوير أن يقوم بتجميل ما زوره. وقالت أيضاً جملة من الأشياء لا يمكن تجاهلها، أبرزها:
أولاً – أن إمارة قطر لا تدعم قطاع غزة حباً بحركة “حماس” وأهل قطاع غزة، بل حباً بالكيان الصهيوني، ومن أجل حماية أمنه!!
ثانياً – أن إمارة قطر كانت السباقة إلى الاعتراف بمدينة القدس الغربية “عاصمة للكيان”، بدليل أن رجل الأعمال القطري محمد العمادي أجرى جميع محادثاته مع الوزراء والمسؤولين الصهاينة في مكاتبهم داخل القدس الغربية، بدل تل أبيب!!
ثالثاً – أن إمارة قطر طردت نائب رئيس حركة “حماس” صالح العاروري لأن تل أبيب طلبت منها ذلك، بصفته “إرهابي”، ومصر استقبلته بالترحاب، بصفته مقاوم!!
رابعاً – أن إمارة قطر لا تقوم بأي خطوة صغيرة أو كبيرة في الساحة الفلسطينية دون تنسيق كامل مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وكل قرش تصرفه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالذات في قطاع غزة، يكون بعلمهما وموافقتهما، وغالبا ما يكون بأوامر منهما أو من أحدهما!!
خامساً – أن إمارة قطر تعمل لصالح الكيان الصهيوني، وليس لصالح حركة “حماس” أو غيرها من الفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية!!
تلك هي خلاصة رسائل زيارة مندوب إمارة قطر لكل من الكيان الصهيوني والضفة الغربية وقطاع غزة، ولا نعتقد أن أياً منها يحتاج لشرح أو إيضاح أو تفصيل، فكلها ناطقة بوضوح تام وجلي، وكلها تقول أن دور الإمارة الخليجية “العربية” ينطلق من “المصلحة الأمنية للكيان الصهيوني المصطنع في تل أبيب، ولا مصلحة أخرى لغيره!!
يتبع …… الحلقة الرابعة
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
الحلقة الخامسة
الحلقة السادسة
الحلقة السابعة