إفطار تطبيعي.. ومسحَّراتي أوسلوي!
عبداللطيف مهنا
في يومٍ النكبة بالذات، بما له من زمزّية موجعة في الوجدان العربي الفلسطيني، أقام رئيس “مجلس المستوطنات” الصهيونية في الضفة الغربية، ديفيد الحياني، مائدة إفطار رمضانية تطبيعية في مقر مجلسه شمالي الضفة، حضرة لفيف من رؤساء المستعمرات، وكان ضيوفه على هذه المائدة عدد ممن يدعون “نشطاء فلسطينيين”..
الخبر كشف عنه بيان لـ”اللجنة الوطنية لمقاطعة الاحتلال”، ذاكراً أسماء عرفت لثلاثة من هؤلاء “النشطاء”، شاجباً عمالتهم، ذاكراً أن المضيفين والمستضافين قد ناقشوا “سبل القضاء على المقاومة الفلسطينية، وضم الضفة، والحفاظ على السلام الاقتصادي”..
..اللجنة المشار إليها شعبية، وعليه قد يسأل ساذج وماذا عن الموقف الرسمي؟!
والمقصود هنا هو “السلطة”، وهنا لن يعدم من يجيبه مستغرباً، وكيف لك أن تسأل مثل هكذا سؤال وأنت تعلم أن رئيسها يعتبر “التنسيق الأمني مقدَّساً”، ويقول أنه يلتقي برئيس الشاباك مرة واحدة على الأقل في الشهر، ولضيق ذات اليد، وبالأحرى حتى لا تنهار السلطة، و يجد ما يصرفه على أجهزة تنسيقه المقدَّس مع “المستوطنين”، أنجده الاحتلال فأقرضه 800 مليون شيكل وبشروط ارتكزت تماماً على ما ناقش “رئيس مجلس المستوطنات” بنوده مع ضيوفه على مائدته الرمضانية؟!
وقد لا نجد متسائلاً حول موقف الفصائل والذي لا ولن يتعدى المعهود إياه، لذا ندع الأمر جانباً، والأجدر أن نسأل: وماذا عن موقف أهلنا في الضفة؟! هذا الذي وحده لا سواه ما يمكن المراهنة عليه، إن في فضح الخونة وعزل المطبعين، أو بالمجمل مقاومة المحتلين وكنس سلطةَ المتصهينين.. وهنا لا بد من ملاحظةٍ وهي أن محاسبة المفطرين على موائد التطبيع الرمضانية تبدأ بمحاسبة المسحراتي الأوسلوي!!!