من يحمي مغتصبة منكم؟؟
رانية مرجية
كان يا ما كان.. في هذا العصر من الزمان.. يحصل في الضفة الغربية حيث الاحتلال يجثم على الصدور ويمنع عنها الهواء والحضور… أن أُغرمت إحدى الفتيات بفتاة من سنـّـها، رأت فيها ومعها الأمان، من شرّ الرجال، وعقاب الأهل… ربما لغياب الوطن والأوطان.. أو لميلهما الشّديد للجنس الواحد…..
وحدث في أحد الأيام، بينما كانتا تمارسان العشق معًا، وعلى غير موعد، جاء جهاز المخابرات الفلسطيني يرعد… فهدد وتوعد… ليس دفاعا عن أي شيء سوى استغلال الفتاة لأمر في نفوسهم القذرة… واغتصابها المتكرر من الأفراد والضباط… وهل بعد ذلك من انحطاط… واستمرت الحكاية شهورا وشهور… وتداخلت كل الأمور. وأصبحت صورها على أجهزتهم الخلوية من جهاز إلى جهاز تدور… وأصبحت الحكاية اغتصاب متكرر بامتياز
هي فتاة لها ما تريد… وهل للحرية من مزيد… أم أن هذا الجهاز الأمني وذاك قادر على النساء فقط؟… ولا يستطيع طوع الحديد؟… وليس له عمل سوى ملاحقة العصافير والقطط؟… وكأن لا عمل له سوى النساء وملاحقتهن، فيلتهمونهن على أطباق جاهزة فقط
ملت الفتاة من الاغتصاب… أرادت راحة النفس ولها في الحياة إياب… اشتكت أمرها إلى القضاء… تفهم القاضي ما يحصل بالخفاء… أراد لها الإنصاف من المجرمين… وقرر أن يحميها من غدر الأجهزة الأمنية والسنين… ولكن هيهات لما أراد هيهات
أصبحت هواتفه في انشغال دائم… كأن الموت على بحره عائم… هذا يهدد وذاك يتوعد… طلبوا أن يغلق القضية على الفور… ولهم في ذلك خوف فضيحتهم من السكون… لا يهمهم من تكون هي أو هو يكون… وكأنها كانت صفحة من كتب يقرؤونها قبل النوم… وليس لهم سوى ستر فضيحتهم هم.
فمن ينصف الفتاة… يعيد لبسمتها الحياة… أرئيس يتدخل ليقتلع الفساد من أجهزته ما يلزم أن يفعل؟؟… أم أن الصمت سيبقى سيد الموقف؟؟… وكأن الزمن كما الحب عندهم توقف.