جاك خزمو: قامة وطنية واعلامية و صوتا صادقاً
عبد الناصر فروانة
فقدت فلسطين قامة وطنية وإعلامية كبيرة، وخسرنا برحيله صوتاً صادقاً ورأياً حراً، وقلماً نزيهاً ومدافعاً جريئاً. كان “جاك خزمو” دائم الحضور بكتاباته المعبرة وكلماته المؤثرة وأفكاره وتوجهاته الوطنية. كان صوتا للوطن والقدس والأسرى، ومعبراً عن هموم شعبنا وقضاياه العادلة. فأثرّ فينا وساهم في صياغة الوعي لكثير من الأجيال الفلسطينية في الصمود ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وارتبطنا من خلاله –منذ صغرنا-بمجلة “البيادر السياسي” التي أسسها لتنقل همومنا وترسم طموحاتنا وتوثق سيرة شهداءنا الأبطال وأسرانا خلف القضبان ومبعدينا في الشتات.
صدقاً ارتبطنا وجدانيا بــ “البيادر السياسي”، وكنا نبحث عنها لقراءة محتواها ونسعى لاقتنائها بفعل دور وتأثير مؤسسها ورئيس تحريرها الفقيد “جاك خزمو”، ولما تشكله المجلة من قيمة سياسية ونضالية ومعنوية، حيث كنا نرى فيها مجلة الجماهير كل الجماهير وعنواناً للثورة والنضال والتحدي وصوتا للأسرى المغيبين خلف الشمس. هذه المجلة التي ساهمت في صقل الوعي السياسي والكفاحي والنضالي، وفي الحشد والمناصرة لقضايا الوطن وفي مقدمتها قضايا الشهداء والأسرى. وما زالت “البيادر” تشكل صوتا صادقا ومنبرا حراً.
رحم الله فقيدنا الإعلامي الكبير والقدير “جاك خزمو”. وتعازينا الحارة لعائلته ولأسرة “البيادر السياسي” وللأسرة الإعلامية في فلسطين.