أقلام الوطن
مخيماتنا ليست بخير…!!!
عثمان بدر
ليس من شكٍ ان المخدرات آفة عالمية تقوم بنشرها عصابات منظمة ربما هي في بعض البلدان اقوى من (الجيوش) وهي التي تنصّب الحكومات وتعزلها ولديها القدرة على القيام ب(انقلابات عسكريّة) اذ وجدت ان مصلحتها تتطلّب ذلك،وعلى الصعيد اللبناني فانها تنتشر في المناطق اللبنانية كافّة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ومؤكّد انه يوجد في لبنان بعض كبار التجّار ممن يرتبطون ب(المافيا العالمية للمخدّرات) وربما انهم يشغلون مناصب حسّاسة وهامّة في بعض المرافق ولديهم النفوذ والقدرة على حماية (صغار التجّار والمروجين)،واذ ان المخيمات الفلسطينية جزء اساس من الجغرافيا اللبنانيّة ومن الواقع اللبناني وليست في جزيرة معزولة فمن الطبيعي ان تتأثر سلباً او ايجابا بالظواهر التي تنتشر في لبنان ومنها ظاهرة المخدرات…
نبدو كمن يحاول ان يجافي الحقيقة او كمن يحجب نور الشمس بغربال ان ادّعينا ان مخيماتنا بخير وان المخدرات لم تتسرّب اليها وبكميات كبيرة لان الوقائع على الارض تكذبنا وتفنّد هذه الادّعاءات،فمؤسف القول ان مخيماتنا ليست بخير وان المخدّرات تنتشر فيها اسوة ببقيّة المناطق والمدن والقرى والبلدات اللبنانيّة مع الاشارة في هذا السياق ان (كبار التجّار) في المخيمات مهما بلغ وزنهم وقيمتهم وحجم ما يقومون بترويجه ما هم الاّ ادوات صغيرة لا بل صغيرة ووضيعة جدّا يعملون ك(مروجين) لدى كبار التجّار من خارج المخيمات،لا سيما وان المخدرات وافدة الى المخيمات ولا يتم زراعتها او تصنيعها فيها بل تدخل اليها من مناطق لبنانيّة اخرى…
لعل خصوصيّة المخيمات الفلسطينية تُحتم الضرب بيد من حديد على رؤوس المروجين والمدمنين على حدٍ سواء، لان هؤلاء شئنا ام ابينا اعداء بالمعنى الحقيقي لشعبنا ولقضيتنا ولوطننا بجهل وغباء منهم او عن عمدٍ وسبق اصرارٍ وتصميم ،فلسنا نغالي في القول ان نشر المخدرات في المخيمات وعدا عن كون الهدف منه تحصيل بعض الاموال (الحرام) الاّ ان الهدف الاكبر لكبار التجّار الممولين من (المافيا العالمية) والتي ليس خافيّاً على احدٍ ارتباطها ب(المؤسسة الصهيونيّ العالمية) وب(الاجهزة الامنيّة الصهيونيّة) تحويل مخيمات الشعب الفلسطيني من مدارس ثوريّة تخّرج المناضلين والمقاومين والقادة الثوريين وغيرهم من نخبة المجتمع الى بؤرٍ لترويج المخدرات وتعاطيها ليكون ابناء الشعب الفلسطيني (خارج التغطية) من اجل تمرير المؤامرات الكبرى دون ردود افعالٍ او اي تحركات ميداينّة تُذكر،وبالتالي تحويل (سلاح تحرير فلسطين) الى سلاحٍ بيد (الزعران) و(الخارجين على القانون) ولحماية تجار المخدّرات ومروجيها وهنا تكمن الطامة الكبرى اذ ان هذا الهدف تحقق بحدود كبيرة،وما الاشتباكات المتنقّلة في المخيمات بين المروجين وسقوط بعض الضحايا الابرياء الاّ دليل اكيد ولا لبس فيه على صحّة ما نقوّل…
برغم سوداويّة المشهد من حولنا وتفشي المخدّرات في المخيمات الاّ انه ما زال هناك (بقعة ضوء) وبصيص نور وبعض الامل للحّد من هذه الظاهرة ومحاربتها بجديّة ويكون ذلك من خلال رفع الغطاء العائلي والتنظيمي عن المروجين والمدمنين وتشكيل (قوّة تنفيذيّة) من جميع (التنظيمات) تعمل على اعتقالهم وتسليمهم للجهات الامنيّة والقضائيّة اللبنانيّة المختصّة ولو ادّى ذلك الى اشتباكات مسلّحة معهم، ويكون ذلك ضمن تنسيق مسبق مع الدولة اللبنانية منعاً للملاحقة القانونيّة لاعضاء (القوّة التنفيذيّة)،فمكافحة هذه الظاهرة ضرورة وطنيّة ملحّة خاصّة وان قضيتنا الوطنيّة تتعرّض لمؤامرة كبرى القصد منها انهاء القضيّة الفلسطينية برمتها وفقاً لتطلعات واهداف وارادة الصهاينة ومن يدعمهم ومن لف لفهم، ولا يمكن باي حال من الاحوال التصدّي لهذه المؤامرة بمعزل عن تنظيف مخيماتنا من جميع الشوائب والافات والظواهر المسيئة وفي مقدمها (ظاهرة المخدرات) والاّ فان الجميع في (دائرة الاتهام)..!!!