عرب فلسطين، وعرب “إسرائيل”!
عبداللطيف مهنا
كانوا يصّرون على تسمية أهلنا في المحتل من فلسطين إثر النكبة الأولى ب”عرب إسرائيل”.. برغمنا ورغمهم اعتمدوا ذات التسمية الصهيونية لهم.. ظل فلسطينيوننا عرباً فلسطينيين، أما هم فتصهينوا.. لدينا الآن ما لا يجوز تسميتهم إلا “عرب إسرائيل”.. هل من معترض؟!
.. “عرب اسرائل” هم خليجيو كوشنر، نستثني الكويت، ونخشى أن يكون هذا الاستثناء مؤقتاً، وعندما نقول الخليجيين فنعني الأنظمة وليس أهلنا، ليسوا شعبنا العربي هناك.. نعني من كنا في زمن العنفوان القومي والثوري نسميهم بالرجعية العربية..
وعندما نقول “عرب إسرائيل” فهم ليسوا المشار إليهم وحدهم، كما لا نؤرّخ بطائرة “العال” أبو ظبي.. الصف طويل، بدأه السادات ذات يوم، ويضم أوسلويينا، أما منتهاه فالعلم عند كوشنر ومعشر الراسخين في الانهزامية من مستطيبي عار التبعية ونكهة الخيانة.. ولا تستبعدوا اضافتنا إليه وتلقائياً “جامعة الدول العربية المتصهينة”، ونقصد هنا تلك المشهورة بجامعة أبو الغيط سابقاً!
هو زمن يقول حاله إنه لن ينجو من عاره إلا المقاوم المضحّي.. هذا يعني أن على المفجوعين من حال أمتهم والغيورين، حقاً أو نفاقاً، عليها، ونعني منهم بالذات الجالدين للذات تحديداً، أو المكتفين بنصب مناحات اللطم والتباري في الولولة والتباكي، تنفيساً أو تيئيساً، على ما وصلت إليه حالها، حد نعيها وشتيمتها، أن يكفوا عن عدم تسمية الأمور بمسمياتها..
.. كفي ترداد هجائيات مرسلة من مثل توصيفات الأعراب والأعاريب والعربان، وخلعها على الخونة.. “عرب إسرائيل” ليسوا عرباً ولا من مشتقاتهم.. ومن لا يؤمن بأمته، ويشك أو يشكك في حتمية قيامتها، ليس مقاوماً.. هو واقعاً عليها لا لها، وموضوعياً، وبوعي منه أو من دونه، يرطن لصالح الطرف الآخر..
هذا الزمن امَّحت الفوارق فيه بين الانهزامية والصهينة، وبين العروبة والفلسطنة!