الدور السعودي وتأثيره على المنطقة في ظل سياسة ترامب
د. غازي حسين
مقدمة:
عقد ترامب ثلاث قمم في 20-21-/أيار/2017 في الرياض. كانت القمة الأولى بين الولايات المتحدة والسعودية والثانية بين الولايات المتحدة وقادة دول مجلس التعاون الخليجي والقمة الثالثة الأمريكية العربية الإسلامية بين ترامب وقادة 54 دولة إسلامية.
ووقع ترامب في القمة الأولى مع محمد بن سلمان صفقة أسلحة بحوالي نصف تريليون دولار وكانت أكبر صفقة حدثت في تاريخ العلاقات الدولية. ووصفتها وكالات الأنباء العالمية بأنها تطور تاريخي في العلاقات بين البلدين.
وعقد القمة الأمريكية الخليجية في 21/ أيار/2017 مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وحمل ترامب السلطات الإيرانية المسؤولية عن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر أن إيران هي الممول الأساسي للإرهاب الدولي وتغذي الكراهية في منطقة الشرق الأوسط كلها ولا سيما في سورية. ووقعت في نهايتها دول مجلس دول التعاون الخليجي وإدارة ترامب مذكرة تفاهم لتأسيس مركز لتجفيف منابع تمويل الإرهاب. واتفقوا على عقدها سنويا لتقييم التقدم في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلالها. وبحث ترامب مع قادة المجلس ملفات إقليمية مثل الحروب في سورية واليمن. وحضر القمة الأمريكية العربية والإسلامية قادة وممثلون عن 54 دولة إسلامية. وتمخض عنها المركز العالمي لمواجهة الفكر المتطرف في الرياض. ووظيفته تبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب وتحركات المنظمات الإرهابية لاستثمارهم لخدمة الاستراتيجية الأمريكية. وحاضر فيها ترامب عن الإسلام أمام قادة الدول الإسلامية وفي البلد الذي انطلق منه الإسلام.
وأوضح البيان الختامي ارتياح الدول المشاركة للعمل مع حكومة اليمن الشرعية والتحالف معها للتصدي للجماعات الإرهابية في اليمن . ورحبت القمة بتوفير 34000 جندي كقوة احتياط لدعم العمليات ضد الإرهاب في سورية والعراق.
تأسيس المملكة السعودية لقاء النفط وتهويد فلسطين
قامت استراتيجية ابن سعود مؤسس المملكة في عام 1902 بالعمل على خدمة المصالح البريطانية في الشرق الأوسط ومواجهة أي تهديد من توسع آل هاشم أشراف مكة المكرمة .
وكان من أهم أركان سياسته التعاون مع بريطانيا لحماية حدود مملكته تماماً كسياسة المتأمرك محمد بن سلمان الذي يعمل على تصفية قضية فلسطين بالتعاون والتحالف الوثيق مع المتهوّد ترامب و مقابل أموال النفط، وكانت بريطانيا هي الدولة المنتدبة على فلسطين والمسؤولة عن الأمن فيها، وتضمن صك الانتداب تنفيذ وعد بلفور غير القانوني والاستعماري بإقامة “إسرائيل” فيها لحل المسألة اليهودية في أوروبا على حساب الشعب العربي الفلسطيني .
وعقدت معه بريطانيا الاستعمارية قبل اكتشاف النفط عدة اتفاقات ودعمته مادياً ، وسيطرت على المحميات العربية في الخليج وشرق الأردن، وأخذ بن سعود يتعاون مع بريطانيا ويعمل على إرضائها ، وأبدى استعداده لمساعدتها في مواجهة مشاكلها في فلسطين مع الشعب الفلسطيني، ومساعدته للصهيونية العالمية مقابل مساعدة بريطانيا له في حل مشاكله مع بقية الإمارات في الخليج حول مسائل الحدود، حيث كانت لمشاكل المملكة السعودية الحدودية في الخليج أهمية أكثر من فلسطين، وزادت أهمية السعودية لبريطانيا وأمريكا بعد اكتشاف النفط فيها.
وكتب الملك عبد العزيز آل سعود عام 1935 وبخط يده وثيقة لبريطانيا قال فيها : ” أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود أقر و اعترف ألف مرة للسير بريسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة” .
بدأت أمريكا تحتل مكانة أساسية في المملكة العربية السعودية في الأربعينيات من القرن العشرين ، حيث أصبحت عاملاً مهماً في الاقتصاد السعودي الذي لا يزال متخلفاً حتى اليوم على الرغم من ثرواتها النفطية الهائلة.
ووقع ملك السعودية في عام 1945 مع الرئيس الأمريكي روزفلت على ظهر البارجة كوينسي اتفاقية لبيع النفط السعودي بالدولار الأمريكي .
واتخذ الرئيس الأمريكي هاري ترومان سياسة معادية للعرب ومؤيدة للصهيونية لإقامة “إسرائيل” وتهويد فلسطين ، مما دفع بالشعوب والدول العربية بالضغط على السعودية لإلغاء امتيازات النفط الأمريكية ، وبطبيعة الحال لم يستجب الملك السعودي للمطالب العربية ، وحافظ على علاقات مملكته مع بريطانيا وأمريكا ، وطلب منهما تغيير سياستهما لحماية المملكة من شعبها والظهور بمظهر الداعم لعروبة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني .
وكان الهاشميون المنافسين الأساسيين للملك السعودي في المنطقة ، حيث دمّر مملكتهم في الحجاز ونفاهم خارجها ، واستقر الهاشميون في الأردن والعراق بدعم من بريطانيا ، وحاولوا السيطرة على بلدان الهلال الخصيب وبلاد الشام بتوسيع نفوذهم في سورية وفلسطين .
اعتقد بن سعود أن الصهيونية تعمل على نزع الأراضي من الفلسطينيين وتهويدها ولكنه لم يؤمن بأنّ لليهود حقاً في فلسطين وعلى الرغم من ذلك أيّد ودعم اليهود في فلسطين مقابل حماية بريطانيا وبعدها الولايات المتحدة لمملكته، وذلك لأسباب دينية ولمنع الهاشميين من الاستيلاء على فلسطين ، والمساهمة في حل للصراع العربي الصهيوني توافق عليه دولة الانتداب البريطاني تنفيذاً لوعد بلفور المشؤوم وغير القانوني والاستعماري والعنصري .
وتظاهر الملك السعودي بعد انتفاضة البراق عام1929 أنّ التعايش بين العرب واليهود يمكن أن يتحقق عن طريق بريطانيا التي تسيطر على فلسطين ، وبطبيعة الحال التزمت بريطانيا في صك الانتداب على تحقيق وعد بلفور الاستعماري وغير الشرعي أي إقامة “إسرائيل” في فلسطين العربية.
ونجح الملك السعودي بالتعاون مع الحكام العرب وبالتنسيق مع حليفتهم بريطانيا بإنهاء إضراب الستة أشهر عام 1936 الذي أعلنه الشعب الفلسطيني بذريعة الاحتكام إلى عدالة بريطانيا .
واقنع الهيئة العربية العليا في فلسطين عام 1937 بالتعاون مع لجنة التحقيق الملكية البريطانية (لجنة بيل) لتسوية الصراع ، ولكنّه عارض توصية اللجنة البريطانية بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود ، وأيّد الكتاب الأبيض البريطاني الصادر عام 1939 وتضمن وقف الهجرة اليهودية خلال الحرب العالمية وعارضته معظم الدول الغربية .
وقامت سياسة ملك السعودية في الأربعينيات من القرن العشرين من خلال العمل في إطار الجامعة العربية التي أنشأتها بريطانيا على رفض الاقتراحات التي تلحق الأضرار بالمصالح البريطانية والأمريكية ، وفي الوقت نفسه لم يقدّم مساعدات تذكر للفلسطينيين لمواجهة الخطر الصهيوني والغربي الداهم ، وعارض قرار تقسيم رقم 181 لعام 1947 وأرسل قوة سعودية صغيرة ضمن قرار الجامعة العربية بالدخول إلى فلسطين في 15 أيار عام 1948 أي بعد انسحاب بريطانيا منها لانقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والنكبة، واتخذ موقفاً هاجم فيه اليهود بصفتهم أعداء الإسلام ويستخدمون المال لخدمة مخططاتهم ومصالحهم ، وهاجم الصهيونية وأطماعها في فلسطين واعتبر أنّ الصهيونية والشيوعية وجهان لعملة واحدة ، واعتبر الملك السعودي أنّ النشاط والمخططات الصهيونية تنتهك حقوق الفلسطينيين وتهدّد استقرار المنطقة، وذلك لإظهار تضامنه مع نضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، وقاطع المنتجات اليهودية المنتجة في فلسطين والشركات اليهودية في العالم ، ومنع دخول اليهود إلى المملكة ، والتقى ممثلون عن الملك السعودي بممثلين عن الوكالة اليهودية في فلسطين، ولخصت الحركة الصهيونية موقف الملك السعودي على أن سياسته تدل على موقفه المعتدل من قضية فلسطين والصراع مع الصهيونية ، انطلاقاً من مساعيه التاريخية لإيجاد حل وتهدئة الأوضاع والتوصّل إلى تسوية للصراع العربي الصهيوني .
وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق موشيه شارتوك (شاريت) عن رأيه في موقف الملك السعودي وقال : ” أنه لا يوجد أي طريقة للتوصل إلى تسوية مع بن سعود لأنه رجل من الصحراء ووهابي متعصّب “
وكان حاييم وايزمان أول رئيس للكيان الصهيوني واثقاً على قدرته إلى تسوية مع بن سعود بإشراك بريطانيا وأمريكا في التسوية وفي اتحاد عربي يرأسه بن سعود ، واعتقد بعض العرب أن المشروع رشوة للملك السعودي لتهويد فلسطين ، واجتمع بن غوريون عدة مرات مع مسؤولين سعوديين ، ولكنّه رأى أنّ الأهم إقامة “إسرائيل” وتقويتها ثم العمل على تسوية مع العرب للمحافظة على وجود الدولة اليهودية تماماً كما يفعل الفاشي نتنياهو مع المتأمرك و المتصهين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد آل نهيّان .
وأكّد ميخائيل كهانوف الرئيس الأسبق للموساد أنّ تأسيس المملكة والحفاظ عليها حمل بن سعود والمؤسسون السعوديون على اتباع سياسة معتدلة تجاه الصراع في فلسطين .
وطرح الأمير فهد في قمة فاس الأولى عام 1981 مشروعه الذي وافقت عليه قمة فاس الثانية بعد إخراج منظمة التحرير الفلسطينية وقواتها من بيروت تنفيذاً للاتفاقات التي وقعها ياسر عرفات مع فيليب حبيب مبعوث الرئيس ريغان ، وطرح ولي العهد السعودي الأمير عبد الله في قمة بيروت 2002 المشروع الذي وضع أسسه الصحفي اليهودي توماس فريدمان ، وأصبح يعرف بمشروع السلام العربي لتمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين ، ويعمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حالياً على بيع فلسطين كل فلسطين بما فيها كل القدس لليهود وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإنهاء الصراع العربي الصهيوني وإقامة التحالف الخليجي مع “إسرائيل” لمواجهة إيران وتصفية حركات المقاومة وقضية فلسطين .
قمم ترامب الثلاث في الرياض أكبر كارثة على قضية فلسطين
بنى أمراء وملوك النفط والغاز آمالاً كبيرة على رؤساء دول غربية ، وعقدوا معهم صفقات أسلحة خيالية ، وموّلوا حملاتهم الانتخابية وعمليات المخابرات المركزية القذرة في أمريكا اللاتينية وبقية دول العالم التي كان الكونغرس الأمريكي يرفض تمويلها، ودفعوا لهم بسخاء كي يفوزوا بالانتخابات.
وذهبت وعود أوباما في جامعة القاهرة والتي وعد بها بعض الحكام العرب أدراج الرياح وتلقت منه “إسرائيل” أضخم المساعدات العسكرية والأمنية وأغدق عليها الأموال الضخمة ، وكان موقف وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ليس مشرّفاً تجاه قضية فلسطين وبقية القضايا العربية ، بل ساهمت في استمرار تنفيذ المخططات التي وضعتها إدارة بوش للبلدان العربية ، وساعدت هيلاري كلينتون جماعات الإخوان المسلمين في مصر وليبيا على تسليم الحكم لهم انطلاقاً من تجربة حزب أردوغان الإسلامي في تركيا .
استغلّ المحافظون الجدد ومعظمهم من اليهود و الليكوديون في إدارة بوش الابن والمسيحية الصهيونية واليمين السياسي الأمريكي تفجيرات 11 أيلول لإشعال الحرب الصليبية العالمية على الإسلام كما وصفها مجرم الحرب بوش الابن ولفرض هيمنة أمريكا الأحادية على العالم ، وتبنّى الكونغرس الأمريكي ومجرم الحرب بوش مشروع المستشرق اليهودي الحقير برنارد لويس لتفتيت البلدان العربية والإسلامية بإشعال الفتن الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية والحروب الأهلية بين السنّة والشيعة، وإعادة تركيبها من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير لإقامة “إسرائيل” العظمى الاقتصادية ، والإطاحة بالأنظمة الوطنية المتمسكة بعروبة فلسطين في سورية والعراق وليبيا والقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية وإضعاف الجيوش العربية الكبيرة والثورة الإسلامية في إيران .
ورفعت إدارة بوش شعارات نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق وأشعلت الحرب عليه بأكذوبة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والبيولوجية (انتراكس) وعلاقاته مع القاعدة التي ابتكرتها المخابرات المركزية وموّلتها السعودية ولنشر الديمقراطية فيه .
وظهر بجلاء من خلال الإطاحة بالنظام وتدمير الجيش العراقي والمنجزات العراقية ، وبث الفتن والحروب الأهلية فيه أنّ الهدف الأمريكي من الحرب على العراق هو النفط ومصلحة “إسرائيل” ، وإقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد وتصفية قضية فلسطين وتفتيت وتدمير العراق وسوريا وإيران وليبيا .
استغل الرئيس الأمريكي بوش الاكاذيب لارتكاب الحرب العدوانية وغير الشرعية على العراق تحقيقاً للإستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية لتدمير المنجزات ونهب الثروات والإطاحة بالأنظمة وتعيين قيادات سياسية لإنهاء الصراع العربي الصهيوني ، ودور العرب في العصر الحديث لصالح “إسرائيل” الاستعمارية والعنصرية والإرهابية وعلى حساب الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ولم تتحقق الديمقراطية في العراق ولا يزال الإرهاب الذي نشرته أمريكا والموساد يقتل ويدمّر ويحرق البشر والحجر والشجر مستمراً .
وتعمل إدارة ترامب اليوم على تسخير جامعة الدول العربية التي تقودها السعودية للقضاء نهائياً على الوحدة العربية والتعاون والتنسيق العربي وتصفية قضية فلسطين والحيلولة دون زوال “إسرائيل” وتخليد وجودها وهيمنتها ، ويستغل ترامب المتأمرك و المتصهين ومجرم الحرب محمد بن سلمان لإقامة تحالف شرق أوسطي جديد ، بحيث تكون فيه “إسرائيل” بمثابة المركز والقائد والحكم، ويتحول الاستعمار الاستيطاني اليهودي في فلسطين إلى إمبريالية إسرائيلية في جميع بلدان الشرق الأوسط بمساعدة دول الخليج .
ويعمل ترامب مع محمد بن سلمان المجنون بمعاداة إيران والعروبة والإسلام الصحيح وحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية انطلاقاً من تربيته الوهابية التكفيرية لتطبيع العلاقات وإقامة التحالف الجديد مع العدو الإسرائيلي عدو العروبة والإسلام والبشرية جمعاء ، وبيع فلسطين لقاء استمرار الحماية الأمريكية للعرش السعودي من شعبه العربي الأبي .
ونظّم مجرم الحرب محمد بن سلمان مع حليفه المتصهين و المتأمرك محمد بن زايد زيارة ترامب إلى الرياض ، وعقد القمة الأمريكية العربية الإسلامية في 21 أيار /2017 في الرياض .
وعمل ترامب على تحقيق جميع المصالح والأهداف والمخططات الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط دون تورّط أمريكي في حرب جديدة بالمنطقة من خلال قيادة التحالف الخليجي الإسرائيلي الجديد ، والقضاء على عروبة فلسطين من البحر إلى النهر وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم ، واستعادة أرضهم وممتلكاتهم، والتحرّش المستمر بإيران ومحاولة إضعافه ونشر الإرهاب التكفيري فيها باستغلال الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية وتشديد الحصار والعقوبات عليها .
شكّلت قمة ترامب مع دول الخليج بالإضافة إلى القمة الامريكية السعودية والامريكية الخليجية والامريكية العربية الإسلامية أكبر كارثة على قضية فلسطين ومدينة الإسراء والمعراج ، وأكبر خطر حقيقي على المسجد الأقصى المبارك للإسراع بتدميره وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وجاءت زيارة ترامب من الرياض مباشرة إلى تل أبيب وزيارته لحائط البراق لتطبيع العلاقات بين السعودية ودول الخليج وبين “إسرائيل” ، ثم الاستقواء بدول الخليج في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لإجبار المفاوض الفلسطيني المروّض الموافقة على الحل الإسرائيلي لقضية فلسطين وإنهاء الصراع العربي الصهيوني .
استجاب محمد بن سلمان ومحمد بن زايد لرغبة ترامب ، واقترحت مشيخات وممالك الخليج مبادرة خليجية لإقامة علاقات أفضل مع إسرائيل في القمة ، إذا قدّم الفاشي نتنياهو مقترحاً جادّاً يهدف إلى إطلاق عملية المفاوضات تتضمن :
- السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها .
- رفع القيود عن المستوردات من “إسرائيل” .
- منح تأشيرات للفرق الرياضية الإسرائيلية و الوفود التجارية للمشاركة في مناسبات بالدول العربية.
- دمج “إسرائيل” في الهيئات التجارية والاقتصادية في المنطقة .
ومن الجدير بالذكر إنّ فقدان البصر والبصيرة في العداء الخليجي لإيران ومعارضة توقيع اتفاق الملف النووي أدّى إلى تصاعد التعاون السعودي الإماراتي مع “إسرائيل” لمواجهة إيران الداعمة لقضية فلسطين .
ويرغب ترامب بتشكيل قوة نارية لمواجهة إيران بالأموال الخليجية تحاكي القوة الأطلسية بمواجهة روسيا ، وبعبارة أوضح ناتو عربي إسلامي إسرائيلي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .
وبحث ترامب مع الفاشي نتنياهو في رحلته المباشرة من الرياض الى الكيان الصهيوني ثلاث قضايا :
- تعزيز العلاقات الثنائية .
- العمل ضد التهديدات المشتركة .
- سبل دفع عملية السلام ( أي عملية الاستسلام الخليجي والنظام الرسمي العربي والسلطة الفلسطينية لإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من النيل إلى الفرات) .
تحسّنت العلاقات بين “إسرائيل” ودول الخليج بعد توقيع اتفاق الإذعان في أوسلو ، وخرجت في السنوات الأخيرة وإبّان الحروب الأمريكية والخليجية والإرهاب التكفيري على سورية والعراق وليبيا من السريّة إلى العلن .
وانحاز ترامب الذي يجهل ويتجاهل عدالة قضية فلسطين انحيازاً أعمى لإسرائيل أفقده البصر والبصيرة لعقد صفقة القرن بتوقيع الحل النهائي لتخليد وجود “إسرائيل” لفترة أطول في فلسطين وتأخير زوالها المحتوم .
قمم ترامب في الرياض وتحالف دول الخليج مع “إسرائيل” لمواجهة إيران
عقدت القمة الخليجية الأمريكية في الرياض بتاريخ 21 أيار 2017 بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي وترامب، ووقعت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية مذكرة تفاهم لتأسيس مركز لتخفيف منابع تمويل الإرهاب استجابةً لطلب إسرائيلي بوقف الدعم لمنظمات المقاومة الفلسطينية الحكومي والأهلي .
واتفقوا على عقد قمّة سنوية لاستعراض التقدّم المحرز في تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه وذلك لضمان عدم وصول مساعدات مادية إلى الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الفلسطينية لتسهيل تمرير الحل الصهيوني الاستعماري والعنصري والإرهابي والظالم لقضية فلسطين من خلال قرار ترامب حول القدس وصفقة القرن التي وافق عليها محمد بن سلمان ومحمد بن زايد والسيسي.
وكانت دول الخليج وعلى رأسها مملكة آل سعود قد نعتت حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالإرهاب لتسهيل إقامة التحالف الخليجي الإسرائيلي الجديد على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة وحركات المقاومة العربية، ودفاعاً عن الاحتلال الإسرائيلي وتهويد القدس وبقية فلسطين.
وأكّد ترامب أنه شارك في قمة الرياض شريطة أن تدفع دول الخليج مئات المليارات من الدولارات في شراء الأسلحة الأمريكية ثمن حمايتها .
وقال ترامب في مقابلة مع cbn أنّه اشترط على السعودية دفع مئات المليارات من الدولارات من أجل المشاركة في قمة الرياض ، وذلك عبر شراء السلاح والاستثمار في الولايات المتحدة ووقف تمويل الإرهاب ، ووقف مساعدة المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
وحمّل ترامب إيران المسؤولية عن عدم الاستقرار في المنطقة زاعماً أنّ إيران تدرّب وتسلّح المليشيات في المنطقة، وكانت لعقود ترفع شعارات الموت لأمريكا و “إسرائيل” ، واعتبر ترامب أنّ السلطات الإيرانية هي من تموّل الإرهاب الدولي وتغذي الكراهية في الشرق الأوسط، وشدّد ترامب أنه على جميع الدول والشعوب أن تبذل جهوداً مشتركة من أجل عزل إيران ، كما دعا إلى إدراج حزب الله في قائمة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي .
وأكّدت “إسرائيل” أنّ هدف زيارة ترامب للملكة السعودية في المقام الأول هو إعادة الشراكة الاستراتيجية مع الدول السنية المعتدلة ، ولتحقيق صفقة القرن بالتوصّل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين .
واعتبر الأوروبيون أن ترامب يريد أن يأخذ من قمم الرياض و من أوروبا جزية حماية على غرار تلك التي أخذتها امريكا من السعودية وبقية الدول الإسلامية .
وقال الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح القمة الامريكية الاسلامية” أنّ النظام الإيراني يشكّل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم” ، وأضاف الملك ” أننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلّت ثورة الحميني برأسها عام 1979″
وكان ترامب و”إسرائيل” و المتأمرك محمد بن سلمان أبرز الرابحين من القمم الثلاث .
تجاهلت القمم الثلاث تجاهلاً كاملاً عدالة قضية فلسطين القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ، وأعدل قضية في تاريخ البشرية ، وتطرقت إليها من وجهة نظر”إسرائيل” ، وتسويق صفقة القرن التي يعمل ترامب على تحقيقها بتصفية القضية والتطبيع الجماعي العربي الرسمي ، وإنهاء الصراع العربي الصهيوني بالصلح والاعتراف والقبول بوجود اسرائيل والتعايش معها بمثابة القائد والمركز والحكم في منطقة الشرق الأوسط .
دقّ ترامب الأجراس والطبول لحروب طائفية ومذهبية وعرقية في البلدان العربية والإسلامية لمئة سنة قادمة تحرق الأخضر واليابس تحقيقاً للاستراتيجيات الأمريكية والإسرائيلية ، وقامت السعودية بمحاصرة قطر ، وفصل مسعود البرزاني شمال العراق عن الوطن الأم تحقيقاً للاستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية بالتعاون والتنسيق السعودية والإمارات .
وكانت كلمات الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الاستعماري والعنصري والمنحاز كليّة للعدو الإسرائيلي ترامب والبيانات الختامية والتصريحات الصحفية تقود إلى إشعال السعودية الحروب المذهبية في العالم الإسلامي لتحقيق الاستراتيجيتين الامريكية والاسرائيلية في الشرق الاوسط .
وأعربت بعض الدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية استغرابها لعدم علمها المسبق بالبيان الختامي الذي صدر عن القمة.
وتشهد المنطقة بعد قمم الرياض مزيداً من التمزّق واليأس والضياع وانتشار الفساد وهدر أموال النفط والغاز ، وأشعل المتأمرك و المتصهين ومجرم الحرب محمد بن سلمان الخلاف السعودي القطري لرفض قطر الانصياع إلى قيادة السعودية لجميع البلدان العربية والإسلامية ، وتطبع السعودية بتعاونها مع المتصهين ترامب الوضع العربي بالحروب الطائفية والحروب بالوكالة لنهب الثروات وتفتيت الدول ، بحيث يخيب معها أمل الأجيال الشابة بمستقل مزدهر ومستقر وتفقد الأمل في التنمية والتطوّر في أوطانها ، وكانت “إسرائيل” الدولة الوحيدة في العالم التي أعربت عن ترحيبها بفصل شمال العراق واعتبرت الدولة الكردية ذخراً استراتيجياً لها .
وحقق ترامب هدفه بعقد صفقات وصلت إلى حوالي نصف تريليون دولار ،ووصفت قمة الرياض حركات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي والأمريكي بالإرهاب خلافاً لقرارات ومؤتمرات القمم العربية ومبادئ القانون الدولي ، وحركات مقاومة الشعوب الأوروبية للاحتلال النازي .
ووضعت حجر الأساس لإنشاء حلف ناتو سنّي لخدمة أهداف حلف الناتو و بالتنسيق والتعاون الكاملين معه، وأخذ ترامب الأموال من السعودية وبقية دول الخليج والدعم السياسي والتطبيع الجماعي مع “إسرائيل” ، وقدّم النصائح لخدمة المصالح العليا لأمريكا واسرائيل، وحمّل إيران مسؤولية الإرهاب العالمي ، ودعا إلى عزلتها ومواجهتها وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني مع 5 + 1 .
وحاضر المسيحي الصهيوني بقادة وممثلي 54 دولة عربية وإسلامية في البلد الذي انطلق منه الإسلام وحثّهم على التسامح وتجريم مقاومة الاحتلال ، وتأسيس الناتو الإسلامي ، وتأجيج نيران الحروب الطائفية ، والهرولة في التطبيع الجماعي مع “إسرائيل” ، وأكّد أنّ الإرهاب الإسلامي ومسؤولية مكافحته تتولّاه الدول الإسلامية ، ومنح رئيس الصفقات والمهووس بحب اسرائيل في القمة السعودية تأييداً استراتيجياً في مواجهة إيران .
وطرح فكرة التطبيع العربي الرسمي أولاً مع “إسرائيل” لكي تستقوي “إسرائيل” بدول الخليج لممارسة الضغط والابتزاز على المفاوض الفلسطيني الضعيف ، لتمرير مبادرة ترامب أي مشروع نتنياهو لتصفية قضية فلسطين ، ويطالب ترامب أولاً بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية شبه كاملة ، وبعد ذلك البحث مع الفلسطينيين في حكم ذاتي وليس دولة ذات سيادة، وظهر بجلاء أن ترامب حصل على الأموال الأسطورية من السعودية وبقية دول الخليج وجدد الانحياز الأعمى والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، وتوجّه ولأول مرة من السعودية مباشرة لإسرائيل وزار حائط البراق (حائط المبكى) كأول رئيس أمريكي مع العلم أنه ملك للوقف الإسلامي ، وأرض محتلة بموجب القانون الدولي وقرار مجلس الأمن، وجلب معه في زيارته المباشرة لإسرائيل اقتراحات تحقق أمنيات قادة العدو الإسرائيلي من بن غوريون وحتى نتنياهو ، ومنها تحالف دول الخليج مع إسرائيل لمواجهة إيران وتصفية قضية فلسطين برعاية الولايات المتحدة عدوّ العروبة والإسلام والشعب الفلسطيني المظلوم وجميع الشعوب والأمم في العالم .
تداعيات القمة الأمريكية العربية الإسلامية في الرياض
أعلن ترامب في 21/5/2017 إقامة تحالف عربي إسلامي أمريكي على غرار الناتو، ووصف إيران بأنها راعية للإرهاب والجماعات المتطرفة وتهدد دول الجوار .
ويهدف المشروع الأمريكي –الإسرائيلي- السعودي التخفيف من الوجود الإيراني وإضعافه في المنطقة العربية الإسلامية ، وإضعاف حركات ومحور المقاومة ، وتمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين بموافقة الرباعية العربية على صفقة القرن.
نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في أن تدفع الدول العربية إلى مرحلة وضع أفكار ومفاهيم ورؤى ومخططات تخدم الحيلولة دون زوال “إسرائيل” السريع من خلال اتفاقات الإذعان في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة ، والتعاون الإقليمي والتطبيع والتنازل عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني وعروبة فلسطين، وصولاً إلى مبادرة ترامب لفرض السلام الإسرائيلي على الفلسطينيين بمساعدة السعودية وبقية دول الخليج، وجاء ترامب إلى الرياض لبلورة حلف أمريكي إسلامي بتمويل من الخليج و بسلاح أمريكي وارتباط فني ولوجستي مع حلف الناتو ولمواجهة محور المقاومة .
ووصف الملك سلمان إيران برأس حربة الإرهاب العالمي، كما وجّه ترامب القمم ضد إيران وحركات المقاومة لإشعال الفتن والحروب الطائفية والمذهبية والعرقية لعشرات السنين، وزعم الملك السعودي بأن الإرهاب الإيراني بدأ مع ثورة الإمام الخميني 1979، وتناسى بأنّ العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة و”إسرائيل” هي التي نشرت الإرهاب في بلدان الشرق الأوسط منذ الثلاثينيات من القرن العشرين ومروراً بتفجيرات أيلول ووصولاً إلى الغزو الأمريكي وحلف شمال الأطلسي والمجموعات التكفيرية لأفغانستان والعراق والصومال وسوريا ولبنان واليمن وليبيا .
واتهم المتهوّد ترامب واتباعه من المتصهينين من حكام الخليج “المقاومة الفلسطينية واللبنانية” بالإرهاب .
إنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أبادت (90) مليون من الهنود الحمر وضربت نكازاكي وهيروشيما بقنبلتين نوويتين وأشعلت مئات الحروب ، وأسست القاعدة وطالبان و داعش، وتدعم استعمار واحتلال”إسرائيل” للقدس وبقية فلسطين، وعنصرية اسرائيل ((الأبارتايد الإسرائيلي)) وحروبها العدوانية على البلدان العربية .
أعلن أتباع أمريكا في الخليج بمجرد انتهاء القمم الحرب على قطر، وخلقت السعودية بؤرة توتر جديدة في الخليج لخدمة الاستراتيجيتين الأمريكية والاسرائيلية ، فهناك رابط أساسي بين زيارة ترامب إلى الرياض والقمة التي ترأسها مع قادة (54) دولة عربية وإسلامية ، والخلاف الذي افتعلته السعودية مع قطر.
وأتاح الموقف السعودي المعادي لقطر لرئيس الصفقات والمنحاز كليةً للعدو الإسرائيلي ترامب لممارسة الضغط والابتزاز على قطر للحصول على الأموال الطائلة من النفط والغاز القطري، وتحكّم امريكا اكثر في سياسات قطر الداخلية والخارجية ، فالصراع هو صراع على النفوذ والمصالح وعلى قيادة أمريكا والسعودية الدول العربية والإسلامية ، ويستهدف قضية فلسطين وحركات المقاومة وإيران وحقوق وثروات ومصالح الشعوب العربية والإسلامية ، وتبنّى ترامب موقف الفاشي والكذّاب نتنياهو بتطبيع العلاقات أولاً مع العرب والمسلمين والاستقواء بهم في المفاوضات على المفاوض الفلسطيني المهزوم والضعيف وغير الشرعي والفاقد للشرعيتين الدستورية والنضالية ، واعتبر نتنياهو القمة انعطافة جديدة في الشرق الأوسط ، وتعني أن أمريكا تعود إلى المنطقة بقوتها العسكرية والاقتصادية لنهب ثرواتها الطبيعية .
ظهرت الأزمة بين السعودية وقطر بعد وصول رئيس الصفقات ترامب مباشرة من قمم الرياض إلى واشنطن.
تأسست الإمارات والممالك العربية بمساعدة الدولتين الاستعماريتين بريطانيا وأمريكا ، وحازت على الحماية من خلال الاتفاقات والقواعد العسكرية على أراضيها وبيعها معدات عسكرية هائلة ولقاء بيع فلسطين للصهيونية العالمية .
ووسعت قطر نفوذها في لبنان والعراق وبلدان أخرى على حساب السعودية ، وموّلت الدولتان الحرب الكونية على سورية وتدريب وتسليح المجموعات الإرهابية والتكفيرية الأخرى لتدمير منجزات الدولة السورية والجيش العربي السوري ، وتغيير قيادتها واستبدالها بقيادة تتبع للسعودية لتمرير الحل الإسرائيلي لقضية فلسطين ، والقضاء على عروبتها ، وإنهاء الصراع العربي الصهيوني ، وإقامة التحالف بين السعودية و”إسرائيل” وتوجيهه ضد إيران وحركات المقاومة .
اتهمت السعودية التي أسست القاعدة وطالبان والجماعات الوهابية التكفيرية الأخرى قطر بأنها تدعم الإرهاب وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معها ومنعت السفر منها وإليها ، وقدمت لها قائمة طويلة من المطالب تجبرها التخلي عن سيادتها و تخضعها للسعودية ، وأحكمت الرياض الحصار على قطر، ودفعت السعودية نصف تريليون دولار من أجل أن يصرّح ترامب بأن قطر راعية للإرهاب ، وقامت قطر بدفع الأموال وعقد الصفقات مع أمريكا من أجل أن يصرّح البنتاغون بأنّ قطر لا ترعى الإرهاب ، ودفعت السعودية لأمريكا للتخفيف من تصريحات البنتاغون، وإلغاء المناورات بين الجيشين الأمريكي والقطري ، فقامت قطر بشراء السلاح والطائرات الأمريكية . وهكذا دواليك إلى أن ينجح ترامب بتنظيف خزائن المال في دول الخليج كما فعل الرئيسان بوش الأب والابن في حربي الخليج، وبرّأ ترامب مملكة آل سعود الوهابية من تمويل ودعم الإرهاب وركّز على العدو الإيراني المفتعل على الرغم من حروب السعودية في سورية واليمن وليبيا وأفغانستان ، وترامب أكثر تأييداً للأكاذيب والأطماع اليهودية من أي رئيس أمريكي سبقه .
انطلقت الطائرات والبوارج والدبابات الأمريكية من الأجواء والمياه والأراضي السعودية لتدمير العراق وجيشه ، وساهمت أمريكا بقتل أكثر من مليون ونصف المليون عراقي والإطاحة بنظامه ونشر الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية فيه وتفتيته، وبدعم الأكراد للانفصال عن العراق وخدمة “إسرائيل” والاستراتيجية الأمريكية و الأطلسية في بلدان الشرق الأوسط، ووقعت دول الخليج بعد حرب الخليج الأولى اتفاقات مع الدول الاستعمارية أقيمت بموجبها قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وفرنسية ، وترسّخت مملكة البحرين كقاعدة دائمة للأسطول الأمريكي الخامس، وحلّت الإمبريالية الأمريكية محل الاستعمار البريطاني في جميع الدول الخليجية .
وبالتالي استدعت السعودية وقطر وبقية دول الخليج المستعمر الغربي مجدداً لاحتلال الوطن العربي لحماية عروشهم وكراسيهم من شعوبهم ، فالحماية لقاء أموال النفط والغاز والعمل على تهويد فلسطين العربية .
وجاء عقد القمم في الرياض مكافأة أمريكية للسعودية على دورها في تأجيج الصراع الطائفي واستعداد محمد بن سلمان تصفية قضية فلسطين بتطبيع دول الخليج علاقاتها مع “إسرائيل” والضغط على المفاوض الفلسطيني غير الشرعي للتوقيع على الحل النهائي لتصفية القضية وإقامة التحالف الجديد بين دول الخليج والسعودية لمواجهة إيران ومحور المقاومة .
وتعمّد ترامب أن يخاطب العرب والمسلمين من بلاد الحرمين الذي ظهر فيها وانطلق منها الاسلام تماماً كسلفه أوباما الذي خاطب العالم الإسلامي من منبر جامعة الأزهر بمصر .
ويستخلص المحلل السياسي من القمم الثلاث التي ترأسها المتصهين ترامب في الرياض أنّ الصراع بين السعودية وقطر هو صراع على قيادة السعودية للعالم السني وتوجيهه لتصفية قضية فلسطين وتخليد الوجود الإسرائيلي في قلب المنطقة العربية والإسلامية وضد إيران ولتحقيق الاستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية في بلدان الشرق الأوسط .
السعودية والاستقواء بأمريكا و”إسرائيل” لمواجهة محور المقاومة
انتصرت الثورة الإسلامية في إيران بفلسطين ولأجلها لاسقاط الشاه الحليف الاستراتيجي للامبريالية الامريكية و الصهيونية العالمية و العدو الاسرائيلي ولدعم المقاومة لتحرير القدس بشطريها المحتلين، المدينة العربية التي أسسها العرب قبل ظهور اليهودية والمسيحية والإسلام ومدينة الإسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وحررها رجال الصحابة من الغزاة الرومان وصلاح الدين من الصليبيين. وهي العاصمة الدينية للعرب وللمسلمين و عاصمة فلسطين الابدية.
أعلنت “إسرائيل” والولايات المتحدة وأتباعهم من الأمراء والملوك العرب وقوميون متطرفون الحرب على إيران و بإيعاز أمريكي و بتمويل سعودي، و بذريعة كاذبة وواهية وهي تصدير الثورة وكأن الثورات سلع وصفقات تجارية كما يعتقد ترامب و اتباعه من آل سعود ونهيان لتمرير اكاذيبهم وخدمة مصالحهم وتحقيق المخططات الامريكية والاسرائيلية في الوطن العربي وتهويد القدس وانهاء الصراع العربي الصهيوني.
تقاعد النظام العربي الرسمي وفي طليعته دول الخليج وأنظمة اتفاقات الإذعان في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وجامعة الدول العربية ومنظمة العالم الإسلامي ولجنة إنقاذ القدس عن قضية فلسطين أعدل قضية في تاريخ البشرية واستبدلوا العدو الإسرائيلي بعدو مزعوم وهو إيران والصراع العربي الصهيوني بالصراع العربي الإيراني والخليجي الخليجي. وتخلي النظام العربي الذي تقوده مملكة آل سعود عن المقاومة ونعتها بالإرهاب كما فعلت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في اتفاق الإذعان في أوسلو وكما يفعل السيسي الذي تعتبره “إسرائيل” كنزا استراتيجيا لها .
نجحت الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وأتباعهم من الملوك والأمراء العرب والتطرف القومي العربي بإشعال الحرب العراقية الإيرانية التي ألحقت خسائر فادحة بالبلدين وبقضية فلسطين التي وصلت إلى أسوأ وأردأ وأخطر مراحلها وهي مرحلة التصفية وتمرير صفقة القرن والاعتراف العربي الرسمي بتهويد القدس و فلسطين وتطبيع العلاقات وتوقيع الحل النهائي وإنهاء الصراع واقامة “إسرائيل” العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الاوسط الجديد. وأصبح صراع الوجود: عربي ـــ إيراني بدلاً من أن يكون عربياً وإيرانياً ضد الصهيونية و”إسرائيل”. فالامبريالية الأمريكية هي عدوة جميع الشعوب والأمم في العالم والعدو اللدود للعروبة والإسلام.
فرضت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي نظام العقوبات غير الشرعي والجائر والحصار الظالم على إيران للإطاحة بالنظام فيها استجابة لإسرائيل واليهودية العالمية والإدارات الأمريكية بسبب تأييد ايران للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية لتحرير القدس وبقية فلسطين ومواجهة الاستراتيجيتن الامريكية والاسرائيلية.
وأصبحت إيران على الرغم من ذلك قوة إقليمية كبرى تتمتع باحترام وتقدير الفلسطينيين والعرب والمسلمين والأحرار في العالم. وتراجع النظام الرسمي العربي بسبب تبعية حكامه للولايات المتحدة واستسلامهم وإذعانهم لإملاءات “إسرائيل” ومخططاتها وموافقتهم على تمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين وإقامة الناتو العربي الإسلامي لمواجهة إيران. وتكون فيه “إسرائيل” العظمى من النيل إلى الفرات ومن خلال الشرق الأوسط الجديد بمثابة المركز والقائد والحكم لقاء الحماية الأمريكية للممالك والإمارات المستبدة التي أقامتها بريطانيا.
وصل النظام العربي الرسمي وجامعة الدول العربية التي يقودها البترو دولار عن طريق السعودية وقطر ونظام كمب ديفيد وعمرو موسى ونبيل العربي وأبو الغيط حداً استدعوا فيه حلف الناتو والمجموعات الإسلامية المتطرفة من جميع أنحاء العالم ودمروا سورية والعراق وليبيا واليمن. وأنهوا دور الأمة العربية الإيجابي تجاه البشرية في العصر الحديث. ويعملون على وأد حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية التي تعمل على تحرير الأراضي العربية من الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي.
وتتضمن الاستراتيجيات الأمريكية والإسرائيلية مخططات تفصيلية لشن الحرب العدوانية على إيران بذرائع كاذبة وواهية وليس لها وجود على أرض الواقع ومنها أن العالم برمته منجرف في صراع حياة أو موت مع نموذج منحرف للإسلام الذي أنتج ظاهرة الإرهاب التكفيري. وتزعم واشنطن كذباً وبهتاناً كعادة المسؤولين والصحفيين الأمريكيين واليهود بالكذب أن إيران مصدر الإرهاب الإسلامي وتعمل على برنامج سري لامتلاك أسلحة الدمار الشامل النووية وهي التي ساعدت سورية والعراق على هزيمة داعش والنصرة.
ويستغلون هذه المزاعم والأكاذيب والحصار الاقتصادي الجائر والعقوبات الاقتصادية لتغيير القيادة الإيرانية كما فعلوا في العديد من البلدان العربية والإسلامية للقضاء على حركات المقاومة وتهويد القدس وتصفية قضية فلسطين.
موّلت وتموّل السعودية وقطر والإمارات وبقية دول الخليج الإرهاب الوهابي والتكفيري بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة وطالبان وداعش والنصرة لخدمة المخططات الامريكية و للإطاحة بالدولة السورية وتدمير مؤسساتها ومنجزاتها وإلحاق أفدح الأضرار بشعبها العربي الأبي وبدمشق قلب العروبة النابض وبيت العرب كل العرب.
وتتدخل الولايات المتحدة و”إسرائيل” لصالح الإرهاب التكفيري في المعارك التي دارت بين المجموعات الإرهابية المسلحة والجيش العربي السوري و حلفائه. وأظهرت مهمة المتأمرك والمتصهين مروان المعشر إلى إسرائيل حاملاً طلب أبو مالك التلي في أواخر تموز 2017 وخلال معارك جرود عرسال بتدخل الطيران الإسرائيلي وضرب قوات حزب الله. ولكن حزب الله هدد بإشعال نار جهنم على إسرائيل المعتدية والجبانة فيما إذا قامت بذلك مما أفشل الضربة الإسرائيلية.
وتتحكَّم اللوبيات اليهودية ويهود الإدارات الأمريكية ونفوذ “إسرائيل” داخل البيت الأبيض والكونغرس ووزارتي الخارجية والدفاع والمسيحية الصهيونية الأمريكية وتحالفها مع اليمين السياسي الأمريكي في صنع القرارات الأمريكية حول فلسطين و بلدان الشرق الأوسط. وقاد الارتباط الوثيق بين الإمبريالية والصهيونية العالمية وأتباعهم من الملوك والأمراء العرب إلى التحالف الجديد السعودي الإسرائيلي بقيادة إدارة ترامب ومحمد بن سلمان ونتنياهو لمواجهة إيران ومحور المقاومة وتصفية قضية فلسطين.
عندما انتصرت الثورة في إيران عام 1979 شكلت انعطافاً استراتيجياً جديداً في مواجهة “إسرائيل” ودعم المقاومة وتحرير القدس. فأغلقت السفارة الإسرائيلية وأقامت على أنقاضها سفارة فلسطين وأعلنت أن تحرير فلسطين واجب مقدس وأن “إسرائيل” غدة سرطانية خبيثة وأن أمريكا هي الشيطان الأكبر. وكانت إيران زمن الشاه الحليف الاستراتيجي لأمريكا والعدو الإسرائيلي. فقدت أمريكا بصرها و بصيرتها وجن جنون “إسرائيل” من وجود هذا الإسلام الصحيح والمقاوم، لذلك قررت السعودية وأمريكا و”إسرائيل” مواجهة إيران وأنه لا بد من حرب استباقية عليها للإطاحة بالنظام عليها.
وصعَّدت السعودية من تعميم ونشر الإسلام الوهابي التكفيري في العالم. وتعاونت مع الدول الغربية لمواجهة إيران. وتبنت إشعال الفتن الطائفية والمذهبية في البلدان العربية والإسلامية. فالسعودية ناصبتْ ايران العداء منذ اليوم الأول لانتصار الثورة في طهران. وتعمل على حمل العالم العربي والإسلامي بالتعاون مع “إسرائيل” وبقيادة إدارة ترامب على مواجهة إيران وتطبيع العلاقات مع العدو وتصفية القضية . وبعبارة أوضح أقام ترامب الناتو العربي بمشاركة “إسرائيل” ضد إيران وحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية.
وترأس ترامب بعد قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية المحور السعودي الإسرائيلي الجديد لنشر الحروب الطائفية لعشرات السنين لتفتيت بلدان الشرق الأوسط واستنزاف ثرواتها من النفط والغاز. ويوظف ترامب الخطر الإيراني المزعوم من أجل تمرير التطبيع العربي السني الكامل مع “إسرائيل” وإنهاء الصراع العربي الصهيوني. ولكن انتصار حركات المقاومة في جنوب لبنان وجرود عرسال وفي الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والعمل على تحرير فلسطين كل فلسطين سيقود إلى زوال “إسرائيل” ككيان استعمار استيطاني واقتلاع الاستعمار الإسرائيلي والإمبريالية الأمريكية من المنطقة العربية والإسلامية.
ترمب والحل النهائي
نجح ترامب من خلال قمم الرياض الثلاث و المتأمرك و المتصهين ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد في حرف الجهد الرسمي العربي والإسلامي عن محاربة التكفير والتطرّف والإرهاب بتغييب عدالة قضية فلسطين وتبنيه لمخططات الفاشي نتنياهو إرضاءً لقناعاته العنصرية والمسيحية الصهيونية وعائلته اليهودية واللوبيات اليهودية و“إسرائيل” ومعاداته للعروبة والإسلام.
ويعتبر ترامب السعودية مركز الثقل الاقتصادي في العالم الإسلامي ، وانعقدت قمم الرياض والإرهاب السعودي في سورية على أشدّه ، وحرب محمد بن سلمان في اليمن تقتل المدنيين وتحرق وتدمّر الأخضر واليابس، وتغوّل “إسرائيل” والجيش الإسرائيلي في الاستعمار الاستيطاني والعنصرية والإرهاب وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك وتهويد كل القدس واستمرار الاحتلال الصهيوني لكل فلسطين والجولان السوري ومزارع شبعا.
وحققت زيارته للسعودية جني مئات المليارات من الدولارات وخدمة الأمن القومي الأمريكي في الخليج ، وتشكيل حلف سنّي باشتراك “إسرائيل” لمواجهة إيران ووضع قضية فلسطين على سكة التصفية. ويرغب ترامب عن طريق التحالف الإسلامي ربطه بحلف الناتو،
وكان هدف ترامب ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد صياغة جديدة لبلدان الشرق الأوسط أمنيّاً واقتصادياً ، وتنظيف خزائن المال في السعودية والإمارات وقطر وتمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين وإنهاء الصراع العربي الصهيوني ، وتوجيه التحالف السني الأمريكي الإسرائيلي لمواجهة محور المقاومة .
وقبض ترامب في زيارته للسعودية الأموال الهائلة وأدلى بتصريحات ربما ستشعل الحروب والفتن الطائفية والمذهبية والعرقية لعدة عقود، وأنعشت الآمال لدى قادة العدو الصهيوني بتحقيق التطبيع مع دول الخليج وبعض الحكومات العربية الأخرى ، وتخليد وجود “إسرائيل” في فلسطين لفترة طويلة من الزمن .
وقام ترامب باغتصاب الأموال الأسطورية التي لا مثيل لها في العلاقات الدولية من مجرم الحرب محمد بن سلمان من أموال الشعب السعودي كرشوة منه لقاء حماية المملكة من شعبها الذي يعاني التخلّف والفقر والتقشّف وتراجع مستوى الخدمات وارتفاع الضرائب، وأدّت عملية التقشّف وخفض الإنفاق إلى حالة من الغضب والتململ في أوساط السعوديين ، وبدأ العاملون العرب بترك السعودية والتوجّه إلى كندا وأستراليا وبلدان أخرى، ويعبّر آل سعود عن تفاؤلهم بعلاقتهم مع الأهوج والمتصهين ترامب و “إسرائيل”، لأنّ العداء لفلسطين وإيران والملف النووي هو القاسم المشترك الذي يجمع الأطراف الشيطانية الثلاثة : الإمبريالية الأمريكية و “إسرائيل” وأتباعهم من آل سعود وثاني ونهيان .
وأدّت النجاحات في قيادة ترامب للسعودية وحوالي/54/ دولة عربية وإسلامية بتأكيد “إسرائيل” على لسان الفاشي نتنياهو “إن دول المنطقة لم تعد ترى إسرائيل عدواً بل حليفاً كبيراً في النضال ضد الإسلام المتطرّف بفرعيه الشيعي الذي تقوده إيران والسني الذي تقوده داعش” .
وشجع موقف قادة السلطة الفلسطينية آل سعود وثاني ونهيان وهاشم المضي قدماً إلى الأمام باستبدال العدو الإسرائيلي بإيران الصديقة ، وإخراج علاقاتهم مع “إسرائيل” من السريّة إلى العلنية والهرولة في تطبيع العلاقات معها .
وقال عباس موجّهاً حديثه إلى ترامب أنه يأمل تحقيق معاهدة سلام تاريخية، بينما خاطب مشعل ترامب بعد تغيير حماس لوثيقتها وحذف تدمير “إسرائيل” منها قائلاً : ” أدعو واشنطن أن تلتقط مواقفنا الإيجابية ، ودعا ترامب أن يلتقط الموقف الإيجابي الحمساوي والفلسطيني والعربي”.
وجاءت تنازلات قيادة حماس في وثيقتها الجديدة شبيهة تماماً بتنازلات قيادة فتح في اتفاق الإذعان في أوسلو وإلغاء الميثاق الوطني في غزة بحضور الرئيس الأمريكي كلينتون، ولتوقيع الحل النهائي أي صفقة القرن وذلك على الرغم من أن “إسرائيل” لا تزال منذ تأسيسها عام 1948 وحتى اليوم تمارس مصادرة الأراضي الفلسطينية وتدمير القرى والترحيل والهولوكوست والتطهير العرقي ، وإنكار الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وتوسيع حدودها إلى ان تصل لا سمح الله الى خيبر ويثرب،
استراتيجية ترامب,و “إسرائيل” في مواجهة إيران
يلتزم ترامب بالتأييد المطلق لإسرائيل وهو ممثل اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة وتبنى الاستعداء الاستراتيجي لإيران وصولاً إلى حشد مملكة آل سعود وبقية دول الخليج وتوجيههم لمواجهتها .
وتلقى استراتيجية ترامب الجديدة تجاه قضية فلسطين والشعب الفلسطيني المظلوم وإيران الدعم والتأييد الكاملين من الإمارات والممالك التي أقامتها بريطانيا وتحميها الإمبريالية الأمريكية.
وهو يدعم استمرار بناء المستعمرات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويهودية الدولة وتهويد القدس بشطريها المحتلين وضم الضفة الغربية من دون أي انتقاد من الحكام العرب على الرغم من أن هذه الجريمة النكراء تثير غضب مليار ونصف المليار مسلم في العالم.
ويعتقد أكاديميون أمريكيون أن ترامب مريض ولديه نرجسية خطيرة وتضعف مزاجيته من دوره الرئاسي وقراراته مثيرة للفوضى والجدل وعدم الاستقرار في العالم كما ورد في بيان رسمي لدول الاتحاد الأوروبي، والتي رفضت الالتزام بالعقوبات التي فرضها في نهاية تموز عام 2017 على روسيا الاتحادية.
فهل من مصلحة الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية وقضيتها المركزية قضية فلسطين أن تقف السعودية والإمارات إلى جانب التحالف مع “إسرائيل” بقيادة ترامب لمواجهة إيران؟
استعدى ترامب السلطة القضائية عليه لتصدي القضاء بقوة لقراراته بإقصاء المهاجرين ومنع مواطني سبع دول عربية وإسلامية من دخول أمريكا. ويعمل على الوفاء بوعده لتصديه للاتفاق النووي الإيراني واتهام إيران بالإرهاب. واتخذ عقوبات جديدة بحقها تنفيذاً لرغبة “إسرائيل” والسعودية لقاء تنصيبه في قمة الرياض العربية الإسلامية قيادة 54 دولة إسلامية. ويسعى إلى إلغاء الاتفاق النووي أو تعديله وإعادة التفاوض عليه. ويمكن أن يلجأ ترامب إلى استخدام القوة مع إيران وحثه مركز دراسات السياسة الأمنية على التشدد مع إيران عبر إنزال عقوبات عليها.
وتصاعد التوتر في العلاقات الإيرانية ــ الأمريكية منذ انتخاب ترامب وترأسه قمة الدول العربية والإسلامية في الرياض في أواخر أيار 2017. وتوظِّف “إسرائيل” إدارة ترامب لإجبار إيران على وقف دعمها لتحرير القدس وتغيير سياستها من مجمل قضايا المنطقة والقضايا العالمية الأخرى و “إسرائيل” قلقة ومنزعجة من تصاعد قوة إيران وحزب الله وصمود سورية والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري بالتحالف مع محور المقاومة وروسيا الاتحادية. وتتعاون “إسرائيل” مع السعودية وترامب والعقوبات الاقتصادية واغتيال العلماء والتهديد باستخدام القوة بالتدخل في الشأن الداخلي وإثارة الفوضى في العمق الايراني. وحاولت السعودية و “إسرائيل” عرقلة توقيع الاتفاق النووي ويسعون حالياً بالأكاذيب والتهديدات لاتهام إيران بعدم الالتزام به لشن الحرب عليها.
وأوضح الرئيس الأمريكي ترامب بجلاء كعادة رؤساء الولايات المتحدة بالكذب وتسخير الأكاذيب لشن الحروب العدوانية والإطاحة بالأنظمة التي لا تروق لها وللعدو الإسرائيلي. ويستغل الأكذوبة الرئاسية لمواجهة إيران وشن الحرب عليها. ويفكّر دهاقنة الإمبريالية الأمريكية من اليهود في إدارته بتلفيق الأكاذيب كي يزعم ترامب بأن إيران هي المسؤولة عن خرق الاتفاق. وهنا تتكرر استغلال أكذوبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وشنت إدارة مجرم الحرب بوش الحرب على العراق في آذار 2003 ودمرت العراق وجيشه ونشرت الفوضى والإرهاب فيه وقتلت ملايين العراقيين ونجحت في تفتيته بفصل شمال العراق وإقامة دولة كردية فيه.
وتبنى ترامب موقف “إسرائيل” من إيران وأعلن أن التحديات التي تواجهها “إسرائيل” ضخمة منها تهديد الطموحات النووية الإيرانية فالاتفاق الإيراني هو من أسوأ الاتفاقات التي رأيت. وسبق أن فرضت إدارتي عقوبات جديدة على إيران وسأقوم بالمزيد لمنع إيران من تطوير سلاح نووي في أي وقت.
وشكر الفاشي والكذاب نتنياهو الرئيس ترامب على موقفه من إيران ولأنه يسعى لإنشاء تحالف أمريكي عربي بمشاركة “إسرائيل” ضدها.واستغل ترامب المظاهرات واعلن في أول يوم من العام الجديد انها بدء التغيير في إيران .
خلاصة القول فإن ترامب ويهود إدارته و “إسرائيل” والسعودية يسعون للتصعيد مع إيران وإشعال الفتن الطائفية بين السنة والشيعة لتبديد الطاقات البشرية والمادية في بلدان الشرق الأوسط وفرض هيمنة أمريكا و “إسرائيل” على المنطقة وتصفية قضية فلسطين وجعل “إسرائيل” المركز وإنجاح المشروع الصهيوني بالتعاون مع الممالك والإمارات العربية.
ويشتهر الرؤساء الأمريكيون بتلفيق الأكاذيب لتبرير حروبهم الوحشية تماماً كما فعلوا في كوريا وفيتنام وأفغانستان والعراق وسورية وليبيا فمعظم ما يصدر عن البيت الأبيض لا يمت للعدالة والحقوق والحقيقة بصلة، والهدف اللعب على حافة الهاوية لإرضاء اللوبيات وتحقيق الاستراتيجيات الامريكية في العقود المختلفة.
السعودية و “إسرائيل” حليفان في خدمة الاستراتيجية الأمريكية
تسلك السعودية بعنجهية وصلف أساليب التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية، كالتدخل العسكري في البحرين، وتصدير الإرهاب الوهابي التكفيري والمجموعات الجهادية التكفيرية الأخرى وإرسالها إلى سورية والعراق، وإشعال الحروب العدوانية على سورية و اليمن، وحمل جامعة الدول العربية على استدعاء الناتو لتدمير ليبيا وتفتيتها، واستغلال مساعداتها إلى لبنان للتحّكم في قراراته السياسية.
فالسعودية انخرطت في مخططات ومشاريع أمريكية وصهيونية تهدف إلى تدمير البلدان العربية والإسلامية وتصفية قضية فلسطين، وإضعاف حركات المقاومة ومواجهة إيران، وهدر ثرواتها وأموالها مقابل استمرار الحماية الأمريكية للمملكة السعودية من شعبها.
عملت المملكة السعودية في بادئ الأمر على تجميع الوهابيين والتكفيريين الآخرين فيها وفي بقية بلدان الخليج وليبيا واليمن وتونس والمغرب وفي الأردن وتركيا ولبنان، وجرى تدريبهم على السلاح وعمليات التخريب والتفجير والتدمير، وأدخلوهم إلى سورية عبر الحدود بإشراف المخابرات السعودية والأمريكية ومخابرات دول أخرى ومستشارين إسرائيليين.
وحذت قطر حذو السعودية وقدّمت مساعدات هائلة للإخوان المسلمين ومجموعات تكفيرية في مصر وتونس وليبيا وسورية، وقامت غرفة عمليات موك في الأردن بتجهيز وقيادة المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية للإطاحة بقيادتها السياسية وتدمير وتدمير مؤسسات الدولة والحاقها في الفلك الأمريكي.
ورأت أجهزة الأمن في دول الخليج والدول الغربية أنّ انتصار سورية في الحرب الكونية التي أشعلوها انتصارلفلسطين و لإيران وحزب الله وبقية حركات المقاومة، مما يعطي قوة دافعة لإيران في مواجهة الإمبريالية الأمريكية و “إسرائيل” ودعم تحرير القدس بشطريها المحتلين وخلق بيئة دولية لمواجهة الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية.
وشكّل انهاك الدولة السورية وتدمير منجزاتها واستنزاف الشعب بشرياً ومادياً حالة من الارتياح للكيان الصهيوني، ووصول قضية فلسطين إلى أردأ أحوالها والوضع العربي إلى أسوأ مراحله.
ووقفت ولا تزال تقف “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية وراء استمرار وتأجيج الصراع مع إيران، وأججت تبعية السعودية وبقية دول الخليج لأمريكا والقواعد العسكرية والأساطيل الموجودة فيها الصراع معها ، فالسعودية هي وراء تسعير الطائفية والتبعية لأمريكا واستحواذها على أموال النفط والغاز والقواعد العسكرية في الخليج.
إنّ إيران جزء اساسي من منطقة الشرق الأوسط وقوة عظمى صديقة، ولاعب إقليمي مركزي وداعم أساسي للحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب العربي الفلسطيني لتحرير كل القدس وبقية فلسطين، لذلك لا تريد أمريكا و “إسرائيل” الخير والتقدّم والازدهار لإيران وللشعب الإيراني الصديق، فالتقدّم العلمي في إيران سيكون دائماً في خدمة الشعب الايراني الصديق وفلسطين و دول الجوار، وتدفع سورية وإيران وحزب الله ثمن تأييدهم لقضية فلسطين والمقاومة وتحرير القدس ومواجهة الاستراتيجيتين الامريكية والاسرائيلية.
وهنا يتساءل المواطن العربي والمسلم:
لماذا تسكت السعودية عن امتلاك “إسرائيل” لأسلحة الدمار الشامل النووي والكيماوي والبيولوجي وفي الوقت نفسه تعارض الاتفاق النووي مع إيران ؟
باعت السعودية وبقية دول الخليج وأنظمة اتفاقات الإذعان في كامب ديفيد واوسلو ووادي عربه قضية فلسطين، وتقف ضد المقاومة الفلسطينية المسلحة، وتعارض تحرير القدس بخلاف إيران المتمسكة بعروبة القدس وفلسطين وتدعم تحريرها من العدو الغاصب الصهيوني والغريب عن المنطقة والدخيل عليها، والذي جاء من وراء البحار لحل المسألة اليهودية في أوروبا على حساب الشعب الفلسطيني.
أعلنت إيران على الملأ أنها ستدافع عن سورية لأنها تدعم مقاومة “إسرائيل” وترفض المشروع الصهيوأمريكي وتتصدى له، وركزّت مراكز البحوث والدراسات الأمريكية على احتمال استخدام أمريكا و “إسرائيل” القوة العسكرية ضد إيران.
وطالب معهد هدسون الصهيوني و مؤتمر هرتسليا الاسرائيلي تغذية النزاعات الطائفية والفوضى التي تسببها و التدخل العسكري الأمريكي في سورية، بينما أكّد معهد واشنطن أنّ النظام السوري ربح المواجهة وسيبقى في السلطة نتيجة تخلّي أمريكا عن الخيار العسكري، وناشد استمرارية دعم المعارضة كونها أفضل القوى لخدمة المصالح الأمريكية، وانتقد معهد واشنطن الصهيوني مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان التي اعتمدت على الحل السياسي مدخلاً لحل الأزمة، لأنها شكّلت برأي المعهد نعمة للنظام الذي سيجد عدة مكاسب منها. وطالبت السعودية من ادارة اوباما شن الحرب على سورية واستعدادها دفع فاتورة الحرب مهما كان رقمها.
وورّط فريق 14 آذار التابع للسعودية لبنان في الأزمة السورية منذ البداية، وعمل على جعله ممراً ومقرّاً للمسلحين التكفيريين، وأصبحت طرابلس ممراً لتهريب المسلحين والسلاح إلى سورية، وتمّ ضبط مستودعات للأسلحة في المدينة وباخرة لطف الله المليئة بالأسلحة الليبية، وأصبحت قرى وادي خالد وعرسال وطرابلس موطئ قدم للمجموعات المسلحة.
وبالعودة إلى الوراء قليلاً نجد أنّ السعودية وراء المآسي والويلات التي حلّت بالشعوب العربية، فأخذت السعودية بعد انهيار الملكية في العراق القيام بدور الخنجر المسموم في التصدّي لجميع الحركات والأحزاب والدول العربية التي تحارب الهيمنة الغربية على بلدان الشرق الأوسط.
بدأت السعودية بالتصدي لحركة القومية العربية وتيار الوحدة الذي قاده جمال عبد الناصر، فموّلت انفصال سورية عن مصر، وحاولت القضاء على الجمهورية اليمنية الفتية، وطلبت من أمريكا لتقوم بالتنسيق مع “إسرائيل” لتوجيه ضربة عسكرية لمصر، وتولّد عن الطلب السعودي الرسمي وطلب شاه ايران من “إسرائيل” إشعال حرب حزيران 1967، وموّلت السعودية حرب صدام على الثورة الإيرانية، وحققت خطة الأخوين جون فوستر دالس وألن دالس بتوظيف الإسلام لضرب الشيوعية مستغلة دولارات النفط العربي وتراجع الدور المصري، وخلقت القاعدة وطالبان لإخراج الجيش السوفييتي من أفغانستان بإشراف المخابرات المركزية و بالشباب السعودي والعربي والمسلم وعلى حساب قضية فلسطين.
أكّد قائد القوات الأمريكية الأسبق في أوروبا بيسلي كلارك أنّ داعش صناعة أمريكية بتمويل خليجي.
ولعبت وتلعب دوراً أساسياً مع الإمارات العربية في تحريض الدول والشعوب العربية على إيران، وتقود الدول الإسلامية خلف إدارة ترامب اليهودية ولدعم المجموعات التكفيرية والموافقة على الحل الصهيوني لقضية فلسطين.
ويلهث حكام الخليج وراء إدارة ترامب اليهودية رافعين لها باسم الدول الإسلامية راية الولاء والطاعة لحماية عروشهم وحفاظاً على كراسيهم، ودعمت دول الخليج المجموعات التكفيرية في سورية والعراق وليبيا وتعملان مع “إسرائيل” على تقويض الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومحاربة حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
وأخرجت السعودية التطبيع مع العدو الإسرائيلي من السرية إلى العلنية لإقامة شراكة أمنية معها لمواجهة إيران ومحور المقاومة والعمل ضد حقوق ومصالح الشعوب العربية والإسلامية والضغط على قيادة منظمة التحرير للموافقة على مبادرة ترامب اليهودية.
عمل آل سعود منذ تأسيس مملكتهم وحتى اليوم على خدمة المخططات والمصالح البريطانية والأمريكية المعادية لحقوق وسيادة الشعب السعودي وبقية الشعوب العربية والإسلامية وعروبة فلسطين، وقدموا لأمريكا ما تحتاجه من نفط بالكمية والسعر الذي تحدده، ووضعوا أموالهم في البنوك الأمريكية، وأسسوا لها القاعدة وطالبان وداعش والنصرة لتدمير بلاد الشام وليبيا والصومال، واشتروا صفقات الأسلحة الهائلة دعماً للاقتصاد الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي، وزرعوا أراضيهم بالقواعد الأمريكية لتهديد أمن وسيادة وحقوق وثروات (وخاصة النفط والغاز) جميع الشعوب في العالم.
شنّت الولايات المتحدة الأمريكية عاصفة الصحراء في التسعينيات من القرن الماضي على العراق من الأراضي والمياه والأجواء السعودية والخليجية، وشنّت المملكة عاصفة الحزم أي الحرب العدوانية على اليمن الشقيق بالإعلان عنها من العاصمة الأمريكية واشنطن ، فالحرب السعودية هي حرب أمريكية بالوكالة، وطلبت السعودية و “إسرائيل” من الرئيس أوباما شن الحرب على سورية لتغيير قيادتها السياسية وتنصيب قيادة تخضع للسعودية ولأمريكا، إلّا أنّ الرئيس أوباما رفض الطلب والإغراء السعودي، فالسعودية تماماً كالعدو الإسرائيلي أرادت من إدارة أوباما أن تكون أكثر عنفاً مع سورية وإيران وحركات المقاومة.
إنّ التغييرات التي أجراها المتصهين و المتأمرك ومجرم الحرب محمد بن سلمان ليست لتحقيق الإصلاح لمصلحة الشعب السعودي، وإنما تحقيقاً لأجندات ومخططات ومصالح أمريكية وإسرائيلية، وتجلّت هذه الحقيقة في القمم الثلاث التي ترأسها ترامب في أواخر أيار 2017.
ووصلت الشيطنة والإجرام بممثل محمد بن سلمان في الأمم المتحدة حدّاً أعلن فيه إمكانية قيام المملكة بشن الحرب على سورية تماماً كالحرب التي شنتها على اليمن .
فهل تقبل الشعوب والدول العربية والإسلامية قيادة المملكة السعودية لها ، والتي تعمل على تحقيق الاستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية في البلدان العربية والإسلامية وتهويد القدس و فلسطين وشطب حق عودة اللاجئين الى ديارهم والتحالف مع العدو الاسرائيلي وتمرير صفقة القرن؟ .
تطابق إستراتيجية ترامب مع الإستراتيجية الإسرائيلية والسعودية لتهويد فلسطين
أطاحت الدول الغربية بالاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي وحلف وارسو، وجعلت من دول أوروبا الشرقية التي كانت مؤيدة لموسكو معادية لروسيا الاتحادية، وعملت الولايات المتحدة بزعامة مجرم الحرب بوش الابن على إقامة شرق أوسط جديد ، تكون فيه “إسرائيل” بمثابة القائد والحكم والمركز وتصفية قضية فلسطين .
وقررت “إسرائيل” واللوبيات اليهودية ويهود الإدارات الأمريكية والدول الغربية وأتباعهم من الأمراء والملوك العرب والطاغية المخلوع حسني مبارك القضاء على الدول العربية الوطنية المؤيدة للمقاومة الفلسطينية والمؤمنة بعروبة فلسطين، وحاولت “إسرائيل” واليهودية العالمية والمجنون التوراتي و التلمودي جون بولتون وبول فولفوفيتش وريتشارد بيرل جر الولايات المتحدة بعد غزو العراق وتدميره بأكذوبة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، وتوجيه القوات الأمريكية إلى سورية لتدميرها بالجنود والأسلحة الأمريكية بزعم أنّ العراق خبّأ أسلحة الدمار الشامل النووية في سورية، وذلك كعادة اليهود في الكذب ، وهم أساتذة كبار في فن الكذب وصنع الأكاذيب وترويجها .
ورفع يهود الإدارة الأمريكية في عهد مجرم الحرب بوش شعاراً لتصفية قضية فلسطين نصّ حرفيّاً : “دمروا العراق وأضعفوا سورية وإيران فيركع الفلسطينيون” .
واستغل الرئيس بوش أكبر كذّاب ظهر في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان للتدمير، ولم يستهدف السعودية وبقية دول الخليج التي تفتقد إلى أبسط مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة لاستعدادهم تمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين حفاظاً على عروشهم ومقابل نهب الولايات المتحدة للنفط والغاز، وتحقيق الاستراتيجية الإسرائيلية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وعروبة فلسطين.
وكانت السعودية وراء إنشاء القاعدة وطالبان (لمحاربة الجيش السوفيتي في أفغانستان) وداعش والنصرة والمجموعات الوهابية التكفيرية الأخرى، وفجّرت الولايات المتحدة ما سُمّي بالربيع العربي ليس ضد السعودية التي يعاني شعبها العربي من استبداد وقمع وتبديد الثروات الهائلة ، وإنما لاستهداف سورية المتمسكة بعروبة فلسطين والداعمة لحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والمتمسكة بحقوق شعبها وأمتها .
وغزا حلف الناتو ليبيا بطلب رسمي من عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وبدعم من قوات الإمارات وقطر ، وأسقطت واشنطن الطاغية مبارك وجاءت بجماعة الإخوان للحكم في مصر وتونس والمغرب ، وأصبحت جامعة الدول العربية أداة بيد السعودية وقطر والإمارات لتمرير المشاريع الأمريكية والإسرائيلية ، وأرسلت الدول الغربية والخليجية وتركيا حوالي /360/ ألف إرهابي للإطاحة بالدولة السورية ، كما فعلوا في العراق وليبيا واليمن ، ولكنهم فشلوا بتحقيق هدفهم الشيطاني بتضحيات وبطولات الجيش العربي السوري وبدعم من حزب الله وإيران وروسيا الاتحادية .
وروّج المتصهينون و المتأمركون من القيادات الفلسطينية والعربية بعد فوز المتهوّد و المتصهين و الأهوج ترامب أن السياسة الأمريكية تحكمها المؤسسات وليس الأفراد ، وأنّ ترامب لا يستطيع تغيير الثوابت الأمريكية وكأنها في صالح الشعب الفلسطيني المظلوم، وتحدثوا عن الفرق بين تصريحات الانتخابات الرئاسية وبين تصريحات ومواقف الرئيس وذلك انطلاقاً من مصالحهم الشخصية وللمحافظة على التمويل الذي يتلقونه من الدول المانحة، ولكن ترامب وجّه لهم صفعة قوية عندما أعلن فور انتخابه ” أنّ دول الخليج مجرد خزائن للمال ولا تستطيع أن تعيش يوماً واحداً بدون الحماية الأمريكية وعليها دفع ثمن الحماية الأمريكية ” .
وظهر حتى الآن أنّ الكذّاب نتنياهو يتلاعب بالمهووس والاهوج والمتهور ترامب كما كان يتلاعب بكلينتون وأوباما ، لأنّ اللوبيات اليهودية ويهود الإدارات الأمريكية جعلت نتنياهو في الكونغرس الأمريكي أقوى من الرؤساء الأمريكيين وأقوى من نتنياهو في الكنيست .
ويعمل نتنياهو على زج أمريكا في مواجهة إيران كما زجّ الموساد والليكوديون الأمريكيون مجرم الحرب بوش في الحرب العدوانية على العراق ، واعتبر في المؤتمر الصحفي مع ترامب الاتفاق النووي من أسوأ الاتفاقات ، وقال إن تحالفنا قائم على مصالح وقيم مشتركة ، أي تتطابق الاستراتيجيتين الأمريكية والإسرائيلية في معاداة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والعروبة والإسلام ومبادئ القانون الدولي .
وتحدّث ترامب في أول مؤتمر صحفي مع نتنياهو وتراجع عن حل الدولتين واعتبر الاتفاق النووي واحد من الاتفاقات السيئة ، ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم التنازلات أي الجلّاد والمغتصب المحتل الإسرائيلي والفلسطيني ضحية الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والإمارات والممالك التي أقامتها بريطانيا .
ذهبت وعود أوباما التي تلقّاها العرب أدراج الرياح ، وتلقّت “إسرائيل” منه أضخم المساعدات العسكرية والأمنية وأغدق عليها الأموال الضخمة.
وأكّد ترامب أن العلاقات مع “إسرائيل” قبل ترامب شيء وبعد ترامب شيء آخر مجسّداً بذلك انحيازه المطلق للعدو الإسرائيلي ، ويعني هذا الكلام تبنّي الموقف الإسرائيلي من قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني، وإطلاق يد “إسرائيل” المغتصبة للأرض والحقوق والمياه والثروات الفلسطينية والسورية واللبنانية وفي كل فلسطين التاريخية بما فيها القدس بشطريها المحتلين لتتحكم بالمفاوض الفلسطيني الضعيف والهزيل والمروّض والمخصي لكسر إرادته وإملاء مخططاتها عليه لتصفية القضية .
ويعني هذا أن تفعل “إسرائيل” بالفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ما تريد وما تشاء بما فيها تبادل أراضي في القدس و شاطئ بحيرة طبريا ، ونقل السفارة الأمريكية والقضاء على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم .
ويشكّل ترامب خطراً على جميع بلدان الشرق الأوسط وعلى أوروبا وعلى البشرية جمعاء، ووضع العالم على أبواب أزمات عالمية ربما تقود إلى حرب عالمية ثالثة ، واستخدام السلاح النووي الأمريكي فيها كما حدث مع اليابان بعد استسلام ألمانيا النازية، وتتطابق مواقف ترامب من فلسطين وإيران وسورية وحركات المقاومة مع موقف الفاشي والكذّاب نتنياهو أي مع مواقف العدو الإسرائيلي ، لذلك تؤكّد “إسرائيل” أنّ عملية التطبيع مع السعودية وبقية دول الخليج والمملكة الهاشمية مضت إلى الأمام ، وتم القفز عن قضية فلسطين، ويخطط العدو بالاستقواء بالنظام الرسمي العربي على المفاوض الفلسطيني لحمله على توقيع الحل النهائي لقضية فلسطين ، وأعلن محمود عباس استعداده للانخراط مع إدارة ترامب للتوقيع على الحل النهائي ، وأصدرت حماس وثيقتها المعدّلة وتخلّت فيها عن زوال “إسرائيل” وعن فلسطين التاريخية لتحقيق التوافق مع قيادة فتح والانخراط في مبادرة ترامب وإدارته اليهودية لتصفية القضية وإنهاء الصراع ، فالحل الأمريكي – الإسرائيلي _السعودي القادم يأتي ضمن منظومة إقليمية جديدة تتضمن تفاهمات بين “إسرائيل” والدول العربية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لتهويد كل القدس وتصفية قضية فلسطين وهرولة جامعة تشرشل وأبو الغيط لتطبيع العلاقات وانهاء الصراع وتوجيه التحالف الشيطاني الجديد ضد محور المقاومة .