الافلاس الاخطر على لبنان
عمر عبد القادر غندور*
اخذ الخطاب الانتخابي “اكسترا تايم” وانشغل بما نقله البطريرك الماروني بشارة الراعي عن قول رئيس الجمهورية ان “البلد مفلس” ما دعا مدير المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا الى التوضيح ان كلام الرئيس لم يكن توصيفا لواقع قائم، انما تحذير من ان استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي بالبلاد الى وضع صعب.
وقد عمد العديد من الطبقة السياسية الى رفع الصوت واثارة الضجيج حول واقع “البلد المفلس” وكأن غيرهم هو الذي اوصل البلد الى الافلاس…
وفي رأينا ان التوضيح الذي اصدره الاستاذ رفيق شلالا الاعلامي الرصين البالغ الكياسة والتهذيب، كان لزوم ما ليس له لزوم، لان البلد مفلس سلوكيا وخطابيا قبل ان يكون مفلس ماليا!! ولعل الافلاس المسلكي والخطاب التحريضي المتدني والتوجه الفتنوي ومن مسؤولين ووزراء ومرشحين في آن، اكثر ايلاما ووجعا من الافلاس المالي ومن تعبئة الناخبين تحت العناوين الخلافية والادعاء ان لبنان الان يقف محتارا بين مشروعين اولهما: لبنان المستقر الآمن والخالي من السلاح الذي يعج بالحياة والاستثمار، وثانيهما: لبنان الوصاية وغير العروبي!!
مثل هذا الكلام غير صحيح وفيه استنهاض للغرائز واستعارة لشخصية راجح الرحبانية، وكذب وادعاء وافتراء لان لبنان فعلا بين مشروعين اولهما لبنان العربي السيد المستقل المعادي للصهيونية وثانيهما لبنان المنخرط في صفقة القرن بقيادة الولايات المتحدة واسرائيل وعربان التطبيع!!
واذ ذاك، فالافلاس الفكري المفتقر الى اي حصانة وطنية واحساس بالكرامة هو الافلاس الاشد وطأة من الافلاس المالي…
وما السلاح الذي دُس في الخطاب الانتخابي التعبوي، فهو السلاح المتآلف مع سلاح الجيش اللبناني لحماية لبنان من العدو الاسرائيلي ومن التكفيريين وحواضنهم..
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 26/03/2018