سيناريو كارثي.. هل يحتمل العالم حرباً بين روسيا وأوكرانيا؟
تغذي أوكرانيا كل من أوروبا وآسيا وأفريقيا بالقمح والحبوب والزيوت النباتية، وتعتبر سلة خبز أوروبا، بينما تغذي روسيا العالم بالقمح وأوروبا بالغاز الطبيعي، حيث تعتبر روسيا أكبر مصدر للقمح عالمياً وأوكرانيا الخامسة، فهل يحتمل العالم حرباً قد تندلع في أي لحظة في الطرفين؟
تتدفق الحبوب من أربعة دول مصدرة أساسية عبر موانئ البحر الأسود، هي أوكرانيا وروسيا وكازاخستان ورومانيا، وفي حال اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا فإن البحر الأسود لن يكون آمناً.
ويعتمد 50 % من دول الشرق الأوسط على القمح الأوكراني، مثل مصر أكبر مستهلك للقمح الأوكراني، بالإضافة إلى الأردن، فيما يعتبر الاتحاد الأوروبي والصين أبرز العملاء، وتعتمد ماليزيا على 28 % من القمح الأوكراني، كذلك إندونيسيا تعتمد عليه بنسبة 28 %، فيما وصلت حصة قمح أوكرانيا في بنغلادش إلى 21 % عام 2020.
ويتركز جزء كبير من أراضي أوكرانيا الزراعية الأكثر إنتاجاً في مناطقها الشرقية، وهذه المناطق بالذات الأكثر عرضة للهجوم الروسي المحتمل، بالمقابل، تغذي روسيا أوروبا بحوالي 35 % من الغاز الطبيعي من خلال خطوط أنابيب تعبر بيلاروس وبولندا إلى ألمانيا.
الحكومة الألمانية هددت بإيقاف خط أنابيب الغاز القادم من روسيا في حال وقوع هجوم روسي على أوكرانيا، وربما تعمد موسكو إلى قطع أمدادات الطاقة عن الغرب، حيث هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقطع إمدادات النفط والغاز عن أوروبا في حال فرضت عليه عقوبات، في أشار تقرير لوكالة رويترز إلى احتمالية أن يرتفع سعر برميل النفط بنسبة 40 % نتيجة الحرب.
مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تحدثت في تقرير لها عن الارتفاع المستمر لأسعار الغذاء عالمياً، بالإضافة إلى أسعار السلع الأساسية الأخرى، وقالت إن «أي اضطراب يهدد بمزيد من الصدمات في الأسعار مع تدافع البلدان المستوردة للحصول على الإمدادات في ظل تشديد السوق»، وأشارت إلى أن انعدام الأمن الغذائي في العديد من الدول النامية التي تعتمد على أوكرانيا في قوتها سوف يتفاقم.
وكانت قناة “سي بي إس نيوز” الأمريكية قالت في تقرير لها إن الأوروبيين سيدفعون الثمن الأكبر في الصراع، وسترتفع تكاليف التدفئة والكهرباء.
الجمل