النصر الذي ينتظر سورية
الدكتور خيام الزعبي
سورية اليوم تكتب تاريخها بمدادٍ من دم، أطفالها سبقوا الرجال، وهتفوا أمامهم أن سورية بالأرواح نفديها، وبالدماء نرويها، ولا نقبل التنظيمات الإرهابية والتكفيرية وأخواتها أن تستبيحها، هذا ما فعله رجال الجيش العربي السوري منذ أسابيع مضت عندما وضع النقاط على حروف الملحمة التي تسطرها سورية منذ بداية العدوان، بعد أن تمكن من إفشال المؤامرة، التي شاركت فيها كل قوى الشر المتمثلة بأمريكا والغرب .
خسر خصوم سورية الرهان بعد سبع سنوات من المناورات الإقليمية والدولية التي استعملت فيها كل وسائل الحروب الباردة والساخنة، فالحرب التي قادتها أطراف عربية وغير عربية معروفة بغطاء أميركي ضد السوريين لم تحقق مرادها وأهدافها، بل شكّلت مأزقاً لهم، الأمر الذي أحرجهم ودفع بالأزمة السورية أن تأخذ طريقها نحو العد العكسي، وهنا كان لا بد من التأكيد على ما أشار إليه الرئيس الأسد مرات عديدة، وحرص على تأكيده عبر خطاباته السياسية ولقاءاته المتكررة مع الوفود العربية والأجنبية، بأن المعركة تدار على مستويين، الأول هو المستوى الميداني، وهو ما يخوضه الجيش العربي السوري من معارك مع الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تعمل بالوكالة على الأرض السورية لصالح الأصيل في هذه المعركة وهو الأمريكي – الصهيوني وحلفاؤه، والمستوى الثاني، هو السياسي عبر المفاوضات والاشتباكات في أروقة المنظمات الدولية التي وجهت للمتآمرين ضربات ساحقة أفشلت كل محاولتهم للتدخل العسكري المباشر أو محاولة وقف التقدم الميداني للجيش السوري في مختلف المناطق.
كانت النتيجة بعد كل هذه السنوات هي انتصار الجيش العربي السوري على المستوى الميداني، حيث تمكن مؤخرا من تجفيف منابع الإرهاب بعد معارك ضارية مع الجماعات التكفيرية المدعومة أمريكيا وصهيونيا وتركيا في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، لقد صمدت سورية، بوجه هذه الحرب وسطرت ملاحم بطولية في تصديها لعصابات الإرهاب، بذلك يتضح يوماً بعد يوم الدور الوظيفي الذي تؤديه هذه المجموعات في خدمة المخططات الإستعمارية في المنطقة لزعزعة إستقرار دولها وتفكيك شعوبها، ولا ريب أن فشل المؤامرة على سورية بات أمراً محققاً ومؤكداً، وسيكون لهذا الإنتصار أثره الإستراتيجي لتقليص نفوذ وتغلغل أمريكا في المنطقة.
على ما يبدو وحسب مراقبين دوليين أن اللعبة إنتهت بالنسبة لأدوات أمريكا في المنطقة بعد أن قرر حلفاء دمشق قلب الطاولة على الجميع في المنطقة، ولم يعد باستطاعة أحد تحدي روسيا التي جاءت بكل ثقلها لضرب الإرهاب والدفاع عن سورية، وأصبحت المواجهة مع أمريكا وحلفاؤها وجهاً لوجه، وبذلك أسقط قرار روسيا الإنخراط عسكرياً في الساحة السورية الرهان على أسقاط سورية وغيّر ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
مجملاً… ليس أمام سورية كثير من الخيارات، فهي إمّا أن تنتصر أو أن تنتصر، لا خيار آخر أمامها، فلنعمل سوياً من أجل أن تنتصر سورية، ليرفع إنتصارها راية وحدة وطنية في وجه أميركا وإسرائيل وكل ذيولهما، ولتنقلب طاولة الطائفية على رؤوسهم كما أرادوها أن تنقلب على رؤوسنا ورؤوس أبنائنا.
وبإختصار شديد …سورية أكبر منهم وممن يقف خلفهم، سورية بشعبها وجيشها تنتصر وقادرة علي أن تواصل الانتصار، الارهاب فشل وسيفشل لأن الشعب السوري علي قلب رجل واحد، والكل يتمني أن يقدم روحه فداء لتراب وطننا الكبير “سورية”.